275

يا ليل! ... وما عساك تبغي من الليل؟ لقد نام الخليون هنيئا لهم، وأمعنوا في المنام!

نعم، إن فيك يا ليل عيونا تسيل بالدم شئونها، وإن فيك يا ليل جراحات تفيض بالدمع عيونها، وكم فيك يا ليل من فؤاد تحلل نسما، وكم فيك يا ليل من أكباد تطايرت حمما، هذا عان يشكوك بثه وأساه، وهذا صب يبثك وجده وجواه، وهذا مشدوه لا يتخذ الرفيق إلا من بين كواكبك ونجومك، وتلك والهة لا تجد الأنس إلا في وحشتك ووجومك.

إن تحت الضلوع عواطف تئن من طول احتباسها، فأطلقها «يا ليل» تمزج أنفاسك بأنفاسها، أطلقها تملك الجو عليك طربا وشدوا، وتملأ هذا الهواء تحنانا وشجوا، ففي العواطف بلبل وكنار، وفيها يا ليل فاخت وهزار! أطلقها بالله يا ليل، لتغني الثريا، لتغني وتشكو وجدها لسهيل:

أبكي الذين أذاقوني مودتهم

حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا

واستنهضوني فلما قمت منتهضا

بثقل ما حملوني في الهوى قعدوا

لأخرجن من الدنيا وحبهم

بين الجوانح لم يشعر به أحد

يا عين، وقل يا عين حقيقة أردتها أم مجازا، ورجعها صبا غنيتها أم حجازا، فإنه:

Shafi da ba'a sani ba