8
منمقا مزوقا! •••
غني يا ... واسجعي، واشدي يا حمامة هذا الوادي ورجعي، وإذا لم يكن في طوقك أن تسعدي هذه الحال، فحسبك أن تسعدي الذكرى وتنعمي الخيال!
طرب!1
قرائي الأعزاء
اللهم إن كنتم تريدونني على أن أحدثكم الليلة في العلم والأدب، أو في الصبر والجزع، أو في تقدم الصناعة وتحرك التجارة، أو في غير ذلك من هذه الأسباب الدائرة بين الناس، فإنني أكذبكم القول، فليس في نفسي الليلة من ذاك كثير ولا قليل، فإذا أخذتكم علي موجدة فردوها على ذلك المعنى، وليأخذ كل منكم بحقه من حلقه، فقد جلست أسمعه أمس، وما زلت من أمس ، كلما نهضت إلى القلم لأكتب لكم فيما آخذ من فنون القول، طن في أذني جرسه، وملكني رنينه من جميع أقطاري، فأعود لا أرى غير صورته، ولا أسمع غير صوته، ولا أفكر في شيء غيره!
إذن فلأكسر حديثي الليلة على هذا الطرب إن كنتم تريدون مني ألا أحدثكم إلا بما أجد: غنانا صالح، ولست أدري أكان مغنيا يرسل الصوت فيقع حقا في الآذان، أم ساحرا يتلعب بألبابنا فيخيل إلينا أنا في الجنان، نتمايل على النسيم بين الآس والريحان، ونسمع من شدو القماري على أيكها أبدع الأنغام وأروع الألحان.
حدثني يا فتى! أي روض جاز به صوتك قبل أن يبلغنا؟ وكم نسمة اختلطت به مما نفث فيه صب مشوق، وحمل عاشق من زفرات كبده إلى معشوق، حتى أخذ فينا كل هذا الأخذ ، وفعل بقلوبنا كل هاتيك الأفاعيل؟
آه: وفي آه لذة وألم، وفيها برء وسقم، وفي آه راحة وعناء، وفيها يأس وفيها رجاء!
أشاكر أنا أم شاك، وضاحك أنا أم باك، وراض أم غضبان، وسال أم ولهان، وناعم أم بائس، وراج أم آيس؟ لقد عزني أمري فسلوا صوته ونبئون!
Shafi da ba'a sani ba