تجلت فلاصر الثاني:
ملك سنة 745 إلى سنة 726ق.م، وفي غزوته سورية 743 استدعى ملوك سورية فأتوه بالتقادم، وكان من جملتهم حيرام الثالث ملك صور، وفي سنة 742 حاصر تل أرفاد سنتين وبعد أن فتحها قهر ممالك سورية، فجلا منها ألوفا وأدى له ملوكها الجزية؛ وفي جملتهم حيرام ملك صور وسبيتي بعل ملك جبيل ... ولما هم بالعود من غزوته لسورية استدعى الملوك الذين أخضعهم، فكان منهم: ملك جبيل المذكور وماتان بعل ملك أرواد، وأرسل إلى صور قائدا آشوريا، ويظهر أن حيرام كان قد توفي، فدفع خليفته إلى القائد مائة وخمسين وزنة من ذهب افتدى ملكه بها.
سلمناصر الرابع:
ملك سنة 726 إلى سنة 721ق.م، ولم يوجد إلى اليوم أثر تاريخي ينبئ بأعماله الخطيرة، ولكن حفظ لنا يوسيفوس (في تاريخ اليهود ك9 فصل 14)، فقرات من تاريخ مينندر لمدينة صور، منها قوله: «إن ألولا ملك صور ملك ستا وثلاثين، ولما عصاه الشيتيون بقبرس سار إليهم بأسطول فدانوا لسلطته طائعين، وأرسل ملك آشور عليهم عسكرا واستحوذ على فونيقي كلها، ثم عقد عهدة صلح وعاد إلى بلاده، على أن سكان عكا وصيدا وصور القديمة، ومدنا أخرى ثاروا على الصوريين، وخلعوا طاعتهم واستسلموا إلى ملك الآشوريين، ولم يبق على نبذ طاعته إلا الصوريون في الجزيرة، فألب ستين سفينة حاملة فونيقيين، وفيها ثمانمائة مجدف، وأرسل الصوريون اثنتي عشرة سفينة فقط لمناصبة سفن ملك آشور فشتتوها وأخذوا خمسمائة أسير من جنوده وبحارته، فأكسبهم هذا الانتصار فخارا، وأعلى شأنهم وعاد ملك آشور عنهم تاركا جنوده لحراسة النهر وأقنية الماء؛ ليمنعوا الصوريين الاستقاء، ودامت هذه الحال خمس سنين، واضطر الصوريون أن يحتفروا آبارا.» ويظهر أن الصوريين لبثوا منتصرين ومحاصرين في أيام سلمناصر هذا وسرغون خليفته إلى أن رأى سرغون لا نفع للحصار، وآثر عليه التوقيع على معاهدة صلح تقضي على صور بدفع فدية سنوية، فكانت تدفعها متفاخرة، وضم سرغون قبرس إلى مملكته، فقد وجد أثر في لرنكا هو اليوم في متحف برلين، يتبين منه أن سرغون غزا قبرس وأضافها إلى أملاكه في السنة الحادية عشرة لملكه، أي: سنة 710، ولما مات سرغون اغتنم الولاة الفرصة لإعادة سؤدده على مدن فونيقي.
سنحاريب بن سرغون:
ملك سنة 704 إلى سنة 680ق.م، والظاهر من آثاره أنه عند دنوه إلى فونيقي تسارع ملوكها إلى الاستسلام إليه، وإلى دفعهم الجزية له فكذا فعلت أرواد وملكها عبد يليت، وشمرون وملكها مناحيم، وجبيل وملكها أور ملك، ومشى على أثر هؤلاء صيدا وسربتا (صرفند وأكوا عكا) وأكذيب (الزيب) وغيرها، وأما ألولا فأقام في صور البحرية، وهم بتحصينها رجاء أن يسعده الحظ كما أسعده في أيام سرغون، فخاب أمله وافتتح سنحاريب المدينة، ولجأ ألولا إلى الفرار فأقام سنحاريب مكانه أميرا يسمى إيتو بعل، فكان الثاني بهذا الاسم من ملوك صور، ونقش أخبار غزوته هذه على صفيحة تعرف بصفيحة تيلور، وله أثر آخر يعرف بصفيحة القسطنطينية لوجوده في متحفها ذكر فيه هذه الأحداث بأبلغ عبارة، فقال: «أما ألولا ملك صيدون فأخذت ملكه، وأقمت توبعل على عرشه وفرضت عليه جزية.» ونقش سنحاريب صورته على صخر في معبر نهر الكلب ذكرى لإخضاعه سورية وفونيقي.
آسر حدون:
هو ابن سنحاريب وقد خلفه بعد قتل أخويه لأبيهم سنة 680 إلى سنة 667، وكان عبد ملكوت ملك صيدا وغيره استغنموا فرصة قتل سنحاريب للتملص من نير سلطة الآشوريين، وسولت لملك صيدا نفسه أن يخلف صور في سيادتها، فدرى آسر حدون بما يأتمرون فغشى سورية وبلغ صيدا فافتتحها عنوة، وفر ملكها في البحر فلحقه آسر حدون فقتله ودمر المدينة، وهاك ما نقشه على أحد آثاره: «خربت مدينة صيدون وأهلكت سكانها عن آخرهم، ودمرت أسوارها ومنازلها وهياكلها، وفر ملكها عبد ملكوت في البحر فاجتذبته إلي من بين الأمواج، واستحوذت على خزائنه من ذهب وفضة ... وجلوت إلى آشور جما غفيرا من الرجال والنساء، وأقمتهم في أنحاء شاسعة، وبنيت في وسط بلاد الحثيين مدينة سميتها در آسر حدون، وأسكنت فيها قوما من جبال مشرق الشمس، وأقمت عليهم أحد عمالي» ... يعني أنه جلا السوريين إلى آشور وجلا قوما من آشور إلى سورية، ونقش هذا الملك أيضا صورته على معبر نهر الكلب.
آشور بانيبال بن آسر حدون:
تنزل له أبوه عن الملك سنة 667، والأظهر أنه استمر على منصته إلى سنة 637، وسار في أول أمره بجيش كثيف إلى مصر تداركا لإغارة ترهاقة مكلها الذي كان أبوه آسر حدون قد ذلله، فعند مروره بسورية تسارع إلى لقائه اثنان وعشرون ملكا منها ومن قبرس، وفي جملتهم بعل ملك صور، وملكي أصاف ملك جبيل، ولكن لا نعلم ما الذي جرأ بعد ذلك بعل ملك صور على المجاهرة بالعصيان على ملك آشور ومالأه غيره من ملوك سورية، فهب إليهم آشور بانيبال وحاصر صور سنة 644، ودام الحصار سنتين وأخيرا افتتحها عنوة، وهو ذا ما كتبه على أحد آثاره: «ذللت بعلا وملكت صورا وجعلته يعرض عن طماحه ويخضع لنيري، وأشخصت لدي بناته وأخوات أخيه ليكن لي إماء، وأتى يا ملك ابنه يبدي خضوعه ويقدم لي تقادم لم يسبق إلي مثلها، ويدفع لي رهينة بنته وبنات أخوته، فعفيت عنه ونصبته ملكا على البلاد»، وألجئ من مالأ ملك صور إلى طرح أسلحتهم صاغرين، واضطر ملك أرواد أن يرسل بنته؛ لتكون مخفورة بين حرم الغازي في نينوى، وساقه اليأس إلى الانتحار، وأسر ملك آشور أبناءه الثمانية، فقتل سبعة منهم واستحيى أكبرهم إذبعل، وجعله ملكا على أرواد، ويروى أنهم فروا إلى قبرس، ثم رجعوا إلى الغازي صاغرين فعفا عنهم ونصب أكبرهم على أرواد. (11) في الفونيقيين وملوك مصر وبابل وفارس
Shafi da ba'a sani ba