المؤمل:
شَوْقًا إلى قُطُفِ الخُطا ... حورِ العيونِ كَواعبِ
تَيَّمْننَي بأَنامِلٍ ... ومضاحكٍ وحواجبِ
ربيعة الرقي:
مَشيْنَ تأودًا خلفي رُوْيدًا ... كَمِثْل هَجائنٍ أَقْبَلْنَ حُلاّ
وجَرَّدْن البُرودَ مُرفَّلاتٍ ... على إِثْر الفتى حتى اضْمَحلاّ
ذو الرمة:
إِذا مَشَيْنَ مِشْيةٌ تأَوُّدا
هزَّ القنا لانَ وما تَأوَّدا
يَركُضْن رَيْطَ اليمنِ الْمُعَضَّدا
آخر:
يَمشينَ مشيَ قطا البِطاحِ تَأَوُّدًا ... قُبَّ البُطونِ رواجِحَ الأَكفالِ
فَكأَنَّهنَّ إِذا أردْنَ زِيارَتي ... يَقْلَعنَ أرجلَهُنَّ من أَوْحالِ
آخر:
قِصارُ الخُطا يمشينَ هوْنًا كأَنَّما ... دَبيبُ القَطا بل هنَّ منهن أَوْجَلُ
إِذا نَهضت أَعجازُها خَرجت بها ... بِمُنْبَهِراتٍ غيرَ أَنْ لا تَخَزَّلُ
فلا عيبَ فيها غَيرَ أَنَّ سريعَها ... قَطوفٌ، وأَلا شيءَ منهنَّ أَكسلُ
وأما قول كثير:
عَنَيْبُ قصيراتِ الحِجالِ ولم أَرِدْ ... قِصارَ الخُطا شَرُّ النِساء البَحاتِرُ
فليس من هذا القبيل.
وبعد فلا شيء إلا وله مدح وذم. ألا ترى أن الأعشى يقول:
وإِذا تَجيءُ كتيبةٌ مَلْمومةٌ ... شَهْباءُ يَخْشى الذائدون نِهالَها
كُنْتَ المُقَدَّمَ غيرَ لابِسِ جُنَّةٍ ... بالسيفِ تَضْرِبُ مُعْلِمًا أَبطالَها
ثم قال الغساني:
يَغْشى السيوفَ بوجهه وبنحره ... ويُقيم هامَته مُقامَ المِغْفَرِ
ما إِن يُريدُ اذا الرماحُ شَجَرْنَهَ ... دِرعًا سوى سِربالِ طيبِ العُنْصُرِ
فتمدح بخوض الحرب متجردًا من الجبن بسالة.
وأخبرني أبو الفرج الأصفهاني، وكان عنده رواية ديوان كثير، أن كثيرًا أنشد عبد الملك بن مروان:
عَلى ابنِ أَبي العاص دِلاصٌ حَصينَةٌ ... أَجادَ المُسدّي سَرْدَها وأَذَالَها
يَؤُودُ ضعيفَ القوم حملُ قَتِيرِها ... ويَسْتَضِلْعُ القرمُ الأَشمُّ احتمالَها
فقال عبد الملك: هلا قلت كما قال الأعشى!؟ فقال كثير: وصفتك بالحزم، ووصف صاحبه بالخرق.
وقرأت في الشذور من أخبار أبي تمام، أنه أنشد عبد الله بن طاهر قوله:
وقَلْقَلَ نأْيٌ من خُراسان جَأْشَها ... فقلتُ: اطمئني. أَنضَرُ الروْضِ عازِبُهْ
فقال عبد الله بن طاهر: جعلتني مجهولًا غير معلم. ولم يبلغني ما قال أبو تمام في الجواب.
ابن عائشة:
هيفُ الخُصور قواصِدُ النَبْلِ ... قَتَّلْننا بِلواحِظٍ نُجْلِ
فَكأَنَّهُنَّ إِذا أَردْنَ خُطًا ... يَقلعْن أَرْجُلَهنَّ من وَحْلِ
ذو الرمة:
إِذا الخَزُّ تحت الحَضْرَميَّاتِ لُثْنَهُ ... بِمُرتَجَّة الأَردافِ مِثلِ القَصائمِ
لحفن الحَصى أنيارَه ثم خُضْنَهُ ... نُهوضَ الهِجانِ الموُعِثاتِ الجَواشِمِ
رُويدًا كما اهتزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ ... أَعالِيَها مَرُّ الرِياح النَّواسِمِ
ابن ميادة:
مُنَعَّمةُ الأَطراف هِيفٌ خُصورُها ... كواعبُ تمشي مِشْيةَ الخيلِ في الوَحْلِ
وأَعناقُها أَعْناقُ غِزلانِ عالِجٍ ... وأَعيُنُها من أَعين البَقَرِ النُجْلِ
وأَثلاثُها السُفلى بُرادِيُّ ساحلٍ ... وأَثلاثُها الوُسطى نقًا من نقا الرملِ
وأَثلاثُها العُليا غُصونٌ فُروعُها ... عَناقِيدُ تُغْذى بالدِّهانِ وبالغِسْلِ
الأشجع:
وجاريةٍ لم تسرِقِ الشمسُ نظرةً ... إِليها ولم يَعْبَثْ بأَيامها الدهرُ
وماجَتْ كموْج الماء بينِ ثِيابِها ... يَجُورُ بها شَطرٌ ويعدِلُها شطرُ
الباب الرابع والعشرون
الملابس وألوانها
أحمد بن أبي فنن:
رَأيتُكِ في السوادِ فقلتُ: بدرٌ ... بَدا في ظُلمةِ الليلِ البهيمِ
وأَلقْيتِ السوادَ فقلتُ: شمسٌ ... مَحتْ بشُعاعها ضوءَ النجومِ
كشاجم في الأزرق:
أقبلتْ في غِلالةٍ زرقاءِ ... زُرقةً لُقِّبتْ بجريِ الماءِ
فَتوهَّمتُ في الغِلالةِ منها ... جسدَ النور في أديمِ الهواءِ
تلك بدرٌ، وإنَّ أحسنَ لونٍ ... طَلَع البدرُ فيه، لونُ السماءِ
المهلبي:
1 / 36