مِنْ كُلِّ عَجزاءَ في أَحشائها هَضَمٌ ... كأن حَلْيَ شَواها أُلْبسَ العُشَرا
لَمياءُ في شَفتيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ ... كالشمسِ لما بَدَتْ أو تُشبهُ القمرا
الشماخ:
هَضيمُ الحشا لا يَملأُ الكفَّ خَصرُها ... ويُملأُ منها كلُ حِجل ودُمْلُجِ
تَميحُ بمسواكِ الأَراكِ بَنانُها ... رُضابَ الندى عن أَقحوانٍ مُفَلَّجِ
ذو الرمة:
وعَيْناءَ مِبْهاجٍ كأنَّ ثِيابَها ... على واضحِ الأَقرابِ من رمل عاجِفِ
تَبَسَّمُ عن أَحوى اللِّثاتِ كأنهُ ... ذُرا أُقحوانٍ من أَقاحي السَّوائِفِ
ابن الطثرية:
من كلِّ بيضاءَ مِخماصٍ لها بَشَرٌ ... كأنه بِذَكيِّ المِسك مَعْلوُلُ
تخطو على قَصَبٍ خَدْلٍ تُقلُّ بهِ ... روادفًا كالنَّقا فيهن تَبْتيلُ
والجيدُ أَتلعُ والأُطرافُ ناعمةٌ ... والكَشْحُ مُنهَضِمٌ والمَتْنُ مَخْذُولُ
ذو الرمة:
أَناةٌ تلوثُ المِرْطَ عنها بدِعْصَةٍ ... رُكامٍ وتَجْتابُ الوِشاحَ فَيَقْلَقُ
وتَبْسِم عن نَوْرِ الأَقاحيِّ أقْفَرَتْ ... بِوعْساءِ معروفٍ تُغامُ وتُطْلَقُ
المفجع:
أَيخفى حُبُّ علوةَ كيف يَخْفى ... ونيرانُ الصَبابَةِ ليس تُطْفا
ومن مزجت له كأسُ التصابي ... فإني قد شَرِبْتُ الحُبَّ صِرْفا
تَراها كالقضيبِ اللَّدْنِ لينًا ... تَمِيسُ وكالنقا تَرْتَجُّ رِدْفا
ولولا أَنها بَشَرٌ لقُلْنا ... براها اللهُ مِن ذَهبٍ مُصَفَّى
فأَكْمل خَلْقَها وأَتَمَّ مِنها ... مَعانِي حُسْنِها حرفًا فَحَرْفا
لَئِنْ راقَتْكَ مِلْءَ العينِ حُسنًا ... لقد ساءَتْك مِلْءَ النفسِ حَتْفاه
سعد الجعدي:
أَيا ظبيةَ الوَعْساءِ أنتِ شَبيهةٌ ... بذَلْفاءَ إِلاَّ أَنها لا تُعَطَّلُ
مُنعمةٌ خَودٌ يجولُ وِشاحُها ... عليها ويَأْبى أن يجولَ المُخَلْخَلُ
الراجز:
غَرْثى الوِشاح كَزَّةُ الدَمالجِ
مَلاثُ مِرْطيْها كرملٍ عالجِ
الباب الثاني والعشرون
نعت القدود
ابن مقبل:
يَهْزُزْنَ للمَشْيِ أَعطافًا مُنَعَّمَةً ... هَزَّ الشَمالِ ضُحىً عيدان يَبْرينا
أو كاهتزاز رُدَيْنِيٍّ تَرادفهُ ... أَيدي التِّجار فزادتْ متنَه لينا
بِيضٌ يُجرِّدْنَ من أَلْحاظِهنَّ لنا ... بيضًا ويَردينَ ما جرَّدْنَه فينا
ذو الرمة:
بَيضاءُ يجري وِشاحاها إِذا انصرفتْ ... منها على أَهْضَمِ الكَشْحين مُنْخَضِدِ
يَجلو تَبسُّمُها عن واضحٍ خَصرٍ ... تَلأْلُؤَ البرقِ عن ذي لَّجةٍ بَرِدِ
ابن أبي البغل:
كأَنّه في اعتِدالِهِ غُصُنٌ ... وفي السراويلِ منه أَمواجُ
إذا مشى كالقضِيب جاذَبَهُ ... رِدْفٌ له كالكَثيب رَجْراجُ
ويعلمُ اللهُ أَنني رجلٌ ... إِليهِ مُذْ قد كَبِرتُ مُحتاجُ
آخر:
أَهْيَفُ القَدِّ بَديعٌ في الصورْ ... رِدفُه دِعصٌ، وأعلاهُ قَمَرْ
ما رَآهُ الطرفُ إِلاّ قال لي ... احبِسِ اللَّحظَ عليه وانْتَظِرْ
فَبقلبي أَثرٌ من لَحظِهِ ... وبخَدَّيْهِ من اللحظِ أَثَرْ
كُلما زِدْتُ إِليهِ نظرًا ... زادَ حُسنًا عند تَكْرارِ النظَرْ
كشاجم:
بُلِيتُ بأَحسنِ الثَقليْن إقبالًا ومُنْصَرَفا
كحدِّ السيف أَلْحاظًا ... وغُصنِ البانِ مُنْعَطَفا
يُسَوِّفُني بِنائِله ... وقد أَهدى ليَ الأَسَفا
فآخُذُ وصلَه عِدةً ... ويأخُذُ مُهجتي سَلَفا
العلوي البصري:
كغُصنِ البانِ يَجذِبُه كثيبٌ ... فَيَطْلُعُ مثلَما طَلَع الرَهِيصُ
وأَتعَبَ رِدفُه حِقويْه حتى ... شكا من ثِقْلهِ الكَشحُ الخَميصُ
أَغار من القميصِ إِذا عَلاهُ ... مَخافةَ أَنْ يُلامسَه القميصُ
ومالِفَتى رماه بِسَهْم حَتفٍ ... عن الأسقامِ والبَلْوى مَحيصُ
آخر:
مُعتدِلٌ في كلِّ أَعطافهِ ... مُستَحْسَنُ القامةِ والمُلْتَفَتْ
لو قِيست الدنيا ولذّاتُها ... بِساعةٍ مِن وَصْلهِ ما وَفَتْ
1 / 34