Muharrar Wajiz
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز
Editsa
عبد السلام عبد الشافي محمد
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية - بيروت
Lambar Fassara
الأولى - 1422 هـ
ضرورية تعطيها هذه الحواس، أو لا بد في كسبها من الحواس، وتأمل.
قوله عز وجل:
[سورة البقرة (2) : الآيات 172 الى 174]</span>
يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون (172) إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم (173) إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (174)
الطيب هنا يجمع الحلال المستلذ، والآية تشير بتبعيض من إلى الحرام رزق، وحض تعالى على الشكر والمعنى في كل حالة، وإن شرط، والمراد بهذا الشرط التثبيت وهز النفس، كما تقول افعل كذا إن كنت رجلا.
وقوله تعالى: إنما حرم عليكم إنما هنا حاصرة، والميتة نصب بحرم، وقرأ أبو جعفر بن القعقاع «الميتة» بالتشديد، وقال الطبري وجماعة من اللغويين: التشديد والتخفيف من «ميت» و «ميت» لغتان، وقال أبو حاتم وغيره: ما قد مات فيقالان فيه، وما لم يمت بعد فلا يقال فيه «ميت» بالتخفيف.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: هكذا هو استعمال العرب ويشهد بذلك قول الشاعر:
[الخفيف]
ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء
استراح: من الراحة، وقيل: من الرائحة، ولم يقرأ أحد بالتخفيف فيما لم يمت إلا ما روى البزي عن ابن كثير وما هو بميت [إبراهيم: 17] ، والمشهور عنه التثقيل، وأما قول الشاعر: [الوافر]
إذا ما مات ميت من تميم ... فسرك أن يعيش فجىء بزاد
فالأبلغ في الهجاء أن يريد الميت حقيقة، وقد ذهب بعض الناس إلى أنه أراد من شارف الموت والأول أشعر، وقرأ قوم «الميتة» بالرفع على أن تكون ما بمعنى الذي وإن عاملة، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي «حرم» على ما لم يسم فاعله ورفع ما ذكر تحريمه، فإن كانت ما كافة فالميتة مفعول لم يسم فاعله، وإن كانت بمعنى الذي فالميتة خبر.
ولفظ الميتة عموم والمعنى مخصص لأن الحوت والجراد لم يدخل قط في هذا العموم، والميتة: ما مات دون ذكاة مما له نفس سائلة، والطافي من الحوت جوزه مالك وغيره ومنعه العراقيون، وفي الميت دون تسبب من الجراد خلاف، منعه مالك وجمهور أصحابه وجوزه ابن نافع وابن عبد الحكم، وقال ابن وهب:
إن ضم في غرائر فضمه ذكاته، وقال ابن القاسم: لا، حتى يصنع به شيء يموت منه كقطع الرؤوس
Shafi 239