Muhalhil Sayyid Rabica
المهلهل سيد ربيعة
Nau'ikan
فلم يتحول المهلهل من موضعه بل سألها: «ماذا تقصدين؟»
قالت جيبة: «قم! إنك لن تذوق طعاما ولا شرابا حتى يرد زبيب. إنك هالك لا محالة؟ هكذا حلف عوف بن مالك.»
ولكن المهلهل بقي في موضعه لم يتحرك، فعجبت المرأة وقبضت على ذراعه وحاولت أن ترفعه وتدفعه وهي تهمس في هلع: «قم!»
فجذب المهلهل نفسه بعنف وقال: «اذهبي عني، لن أشتري حياتي بالذلة مرتين، أأهرب حتى أجعلك فداء وأتستر من وراءك لكي تلاقي أنت غضب زوجك الحانق؟»
فوقفت المرأة متعجبة حينا، وأرادت أن تعاود الكرة عليه في الإلحاح، فنظر إليها المهلهل واجما، وقال: «قلت لك اذهبي عني، اذهبي قبل أن أصيح في الحي منذرا بمكانك.»
فلم تجد جيبة بدا من الذهاب وخشيت افتضاح أمرها، فأسرعت راجعة إلى خيمتها وهي تترجح بين الغضب والخيبة. ولم يسمح عوف بن مالك لأحد أن يذهب إلى خيمة المهلهل بطعام أو شراب إلا إذا ورد زبيب بعد عشرة ليال. ثم ذهب إليه ليراه فإذا هو قد هلك من الجوع والعطش، ولم يملك نفسه عندما وقعت عينه عليه من أن يخشع ويحزن كما يخشع الصائد وهو يرى الأسد صريعا.
ووقف ينظر إلى عبديه وهما ينزعان عنه دروعه لأول مرة بعد أن بقيت على جسده سنين طويلة، وكانا كلما نزعا منها قطعة صحبتها قطعة من جلده الذي لصق بها. ولكنه عندما نظر إلى يديه ورجليه لم يجد فيهما قيدا ولا وثاقا، فصاح بالعبدين: «من نزع القيد والوثاق عنه؟ لقد أردت أن أدفنه في قيوده.»
فنظر العبدان إليه حائرين ولم يجيبا.
فرفع يده بالسيف إليهما مهددا وكاد يهوي به عليهما.
لولا أن دخلت امرأته مسرعة وهي تصرخ: «لا تفعل يا أبا عمرو! لا تفعل!»
Shafi da ba'a sani ba