Muhalhil Sayyid Rabica
المهلهل سيد ربيعة
Nau'ikan
إن أقمنا أقامت الناس طوعا
أو أردنا الحروب سرنا جهارا
وعند ذلك لم يطق عوف بن مالك صبرا، فنهض فجأة وصرخ قائلا: «أيفخر العبد علينا في ديارنا؟»
ثم خرج وهو يضطرب من الغيظ، وقد وضع يده على مقبض سيفه وسار يخطو خطوا سريعا حتى بلغ خيمته، وسار القوم جميعا في أثره وتركوا المهلهل قائما ينشد ويتغنى، ويفخر بما أنزل بالبكريين من ويلات.
حاول الضيوف أن يعتذروا إلى عوف مما سببوه له من الإهانة، وأرادوا أن يخففوا عنه وقع أشعار المهلهل، ولكنه لم يسكن بل استمر على اضطرابه وصخبه في فناء خيمته وهو يسير ذهابا وجيئة في هياج.
ثم وقف فجأة وقال: «لقد كان أولى لنا لو تركناه في قيوده، ولكن هذه الرقة التي حملتكم على مجالسته قد حرضته علينا، وها أنتم هؤلاء سمعتموه يتغنى بسب قومي، وحق مناة ليموتن بأشنع ميتة ماتها رجل! لا يذوقن طعاما ولا شرابا حتى يرد زبيب!»
وكان زبيب فحلا قويا من الإبل لا يرد الماء إلا كل عشرة أيام.
في الليلة الثانية بعد ذلك اليوم كانت جيبة ابنة المجلل تسير في الظلام خلسة وهي خائفة والهة، حتى بلغت خيمة المهلهل، فنظرت حولها خشية أن يراها أحد، فلما لم تجد أحدا دخلت مسرعة حتى جاءت إلى الأسير وجعلت تفك قيوده وتقطعها بسكين أخرجتها من طيات ثيابها.
ونظر إليها متعجبا أول الأمر، ثم سألها في دهشة: «ماذا تفعلين يا أم عمرو؟»
فقالت المرأة هامسة: «قم! أسرع! أسرع قبل أن تهلك.»
Shafi da ba'a sani ba