Gabatarwa Mai Girma

Abu Macshar Balkhi d. 273 AH
43

Gabatarwa Mai Girma

Nau'ikan

الصنف الخامس وأما الصنف الخامس فهم قوم نظروا في علم الكل أيضا وأبطلوا علم أحكام النجوم من جهة التجارب وقالوا إن الأحكام على الكواكب لا تصح لأن الأشياء ئنما إنما تدرك بالتجارب وأقل ما يمكن إدراك حقيقة الشيء بالتجربة إذا وجد بحال واحدة مرتين والكواكب لا يمكن فيها ذلك لأن الكوكب إذا كان في موضع من البرج وكانت سائر الكواكب ناظرة إليه أو مقارنة له فإنها لا تعود إلى تلك الحال من تلك الدرج البرج التي كانت فيها إلا بعد ألوف سنين ولا يبلغ عمر الإنسان الواحد هذا القدر من السنين فكيف يمكن الإنسان أن يجد الكواكب مرتين على حال واحدة حتى يجرب من رجوعها إلى مكانها ما يدل عليه

فقلنا إن الأوائل إنما عرفوا طبائع الكواكب ودلالاتها من أشياء مختلفة بعضها جزئية ظاهرة وبعضها كلية فأما الجزئية الظاهرة فكما يوجد من آثار الشمس في التسخين والقمر في الترطيب والتعفين ومن آثار الكواكب في تغيير الهواء في كل يوم وليلة وأما الكلية فكما يوجد من دلالاتها في تحاو يل سني العالم والمواليد من اختلاف الحال في الحر والبرد والاعتدال والصحة والمرض والموت والأسفار وسائر الحالات الكلية والجزئية

Shafi 128