الصنف الخامس وأما الصنف الخامس فهم قوم نظروا في علم الكل أيضا وأبطلوا علم أحكام النجوم من جهة التجارب وقالوا إن الأحكام على الكواكب لا تصح لأن الأشياء ئنما إنما تدرك بالتجارب وأقل ما يمكن إدراك حقيقة الشيء بالتجربة إذا وجد بحال واحدة مرتين والكواكب لا يمكن فيها ذلك لأن الكوكب إذا كان في موضع من البرج وكانت سائر الكواكب ناظرة إليه أو مقارنة له فإنها لا تعود إلى تلك الحال من تلك الدرج البرج التي كانت فيها إلا بعد ألوف سنين ولا يبلغ عمر الإنسان الواحد هذا القدر من السنين فكيف يمكن الإنسان أن يجد الكواكب مرتين على حال واحدة حتى يجرب من رجوعها إلى مكانها ما يدل عليه
فقلنا إن الأوائل إنما عرفوا طبائع الكواكب ودلالاتها من أشياء مختلفة بعضها جزئية ظاهرة وبعضها كلية فأما الجزئية الظاهرة فكما يوجد من آثار الشمس في التسخين والقمر في الترطيب والتعفين ومن آثار الكواكب في تغيير الهواء في كل يوم وليلة وأما الكلية فكما يوجد من دلالاتها في تحاو يل سني العالم والمواليد من اختلاف الحال في الحر والبرد والاعتدال والصحة والمرض والموت والأسفار وسائر الحالات الكلية والجزئية
Shafi 128