فلما فرغ الفيلسوف من تثبيت الممكن أخبر أن الممكن يؤول إلى الواجب أو إلى الممتنع وذلك كقائل يقول أمشي غدا أو لا أمشي لأن المشي وخلافه ممكن له فإذا مشى فقد صار مشيه واجبا لأنه قبل أن يمشي كان المشي ممكنا له فلما مشى ارتفع عنه الإمكان وصار في حد الواجب فإن لم يمش في غد صار في حد الممتنع لأنه لم يكن المشي متهيأ له
فإذا بينا حالات الإمكان فنبين أن الكواكب هي الدالة على العناصر الثلاثة التي هي الواجب والممكن والممتنع ونقول إن كل شخص في هذا العالم من أشخاص الحيوان والنبات والمعادن مركب من الأركان الأربعة التي هي النار والهواء والماء والأرض لأنها موجودة في كل شخص من الأشخاص وكل ركن منها يقبل الزيادة والنقصان والاستحالة من بعضها إلى بعض لأنه قد تكون حرارة دون حرارة وهواء أرطب من هواء وماء أ برد من ماء وأرض أيبس من أرض وقد يستحيل بعضها إلى بعض فإذا كان كل ركن منها على الانفراد فيه قوة يقبل بها التغيير والأشخاص مركبة من هذه الأركان الأربعة فالأشخاص المركبة إذا فيها قوة لقبول الزيادة والنقصان والاستحالة من بعضها إلى بعض وبحركة البروج والكواكب عليها تكون حركتها وقبولها للتغييرات والتركيبات فالبروج والكواكب إذا هي الدالة على حالات الأركان الأربعة وتغييرها وتركيبها في الأشخاص بإذن الله
Shafi 120