وبادره هذا السيد الخفيف الروح في لهفة المتعجل اللذة، المرتقب للمتع، قائلا: «كيف أنت؟ ... إنه لصباح جميل ... يسرني أنك قد بكرت من فراشك هذا البكور ... هيا انزل إلينا وعجل، فإني هنا مرتقبك ...»
ولم يكن المستر بكوك بحاجة إلى دعوة أخرى، فلم يستغرق إصلاح بزته غير عشر دقائق، وإذا هو قد وافى السيد واردل ووقف بجانبه.
قال بدوره لمضيفه: «هأنذا ... ماذا وراءك؟» وقد رآه مسلحا ببندقية، وشهد أخرى ملقاة على الحشائش.
وأجابه مضيفه قائلا: «إنني وصاحبك خارجان لصيد الطيور قبل أن يحين موعد الفطور، إنه حسن الرماية جدا ... أليس كذلك؟»
وقال المستر بكوك: «لقد سمعته يقول إنه الماهر الحاذق، ولكني لم أره يوما يسدد الرماية إلى شيء.»
وعاد المضيف يقول: «حسنا، أود لو يأتي معي ... جو ... جو!»
وإذا الغلام البدين يخرج من البيت، وهو من أثر هياج الصباح وكثرة حركته، يبدو أكثر من ثلاثة أرباع نائم ...!
قال السيد الكبير لغلامه: «اصعد وناد السيد، وقل له: إنه سيجدني أنا والمستر بكوك في مألف الطير ... وأر السيد الطريق إليها، هل أنت سامع؟»
وانصرف الغلام لتنفيذ الأمر، بينما حمل المضيف البندقيتين كأنه روبنصن كروزو آخر، وسار في المقدمة ليهدي صاحبه إلى الطريق.
وبعد أن سار بضع لحظات في طريق تقوم الأشجار على حفافيه، وقف عن المسير قائلا: «هذا هو الموضع.»
Shafi da ba'a sani ba