وكانت العربة صندوقا صغيرا، غريب الشكل، أخضر اللون، قائما على أربع عجلات، ولها موضع منخفض من خلفها أشبه شيء بصندوق نبيذ، يتسع لجلوس رجلين، ومجلس مرتفع لثالث في المقدمة، ويجرها حصان أسمر ضخم، يبدو متناسق العظام، وقد وقف بقربه سائس، ممسكا بعنان حصان آخر ضخم، يبدو كأنه قريب للحصان المشدود إلى العجلة، وهو مسرج مهيأ لركبة السيد ونكل.
وانثنى المستر بكوك يقول، وهم وقوف على الإفريز، ريثما توضع الثياب في العربة: «يا إلهي! ومن الذي سيسوقها، ما خطر ذلك يوما ببالي!»
وقال المستر طبمن: «أوه ... أنت طبعا.»
وردد المستر سنودجراس القول: «طبعا.»
فصاح المستر بكوك مدهوشا: «أنا!»
وتدخل السائس فقال: «لا خوف مطلقا يا سيدي ... إني أؤكد لك أنه حصان هادئ يا سيدي؛ حتى ليستطيع طفل في المهد أن يسوقه.»
قال مستفسرا: «أهو شرود مجفل؟»
وأجاب السائس: «شرود يا سيدي؟ إنه لن يشرد ولن يجفل، حتى ولو لقي في طريقه مركبة ملأى بقردة اشتعلت النار في أذنابها.»
وكانت هذه التوصية لا تقبل الجدل، فدخل المستر طبمن، والمستر سنودجراس في «السحارة» - مقعد السائق - وصعد المستر بكوك الكرسي القائم في المقدم، وأسند قدميه إلى رف مقام لهذا الغرض.
وقال السائس لصبيه: «هيا يا وليم «المؤتلق»، أعط السيد اللجام.»
Shafi da ba'a sani ba