وبينما كان الغريب عائدا، والمستر طبمن بجانبه، راح يتحدث إليه في همس ضاحكا، فقال: «إن الطبيب القصير ظمآن، يريد أن يشرب من دمه ...»
وكان الغريب في فرح بالغ ... لأنه المنتصر.
وتقدم الطبيب نحوه، فقال بصوت مرعب وهو يقدم إليه بطاقته وينزوي به في ركن من «الدهليز»: سيدي! ... إن اسمي سلامر، الدكتور سلامر، يا سيدي ... من الآلاي السابع والتسعين ... ثكنات شاتام ... وها هي ذي بطاقتي يا سيدي.
وكان يريد أن يسترسل، ولكن الغيظ خنق أنفاسه.
وأجاب الغريب ببرود: «آه ... سلامر ... متشكر جدا ... رعاية جميلة منك ... لست في هذه الساعة مريضا يا سلامر ... ولكني سأطرق بابك إذا مرضت.»
وزفر الطبيب من فرط الغضب، وتقطعت أنفاسه، وانثنى يقول: «أنت نصاب يا سيدي ... نذل ... جبان ... كذاب، ألا شيء يمكن أن يحملك على إعطائي بطاقتك يا سيدي»
فأجاب الغريب - وهو يكاد يخاطب نفسه: «آه ... فهمت ... الخمر هنا باطشة ... وصاحب الفندق سيد سمح كريم ... الأمر سخيف جدا ... شراب الليمون أفضل كثيرا ... والحجرات حارة، والخمر في الصباح أليمة ... للسادة المسنين ... قاسية ... شديدة ...»
وتحرك خطوة أو خطوتين ...
وقال الرجل القصير الغضوب: «أنت نازل في هذا الفندق يا سيدي ... وأنت سكران الآن طافح يا سيدي ... وستسمع عني صباح غد يا سيدي ... سأعرف من أنت يا سيدي ... أنا غدا واجدك ...»
وأجاب الغريب، وهو جامد لا يتحرك: «إني لأفضل أن تجدني خارج الفندق على أن تجدني في داخله ...»
Shafi da ba'a sani ba