وعاد المستر بكوك يصيح: «أخرجوني، أين خادمي؟ وأين أصحابي؟»
وصاح الناس به: «لا أصحاب لك، مرحى!»
وألقى بعضهم عليه لفتة، ورشقه آخرون بقطعة من البطاطس، وترامت إليه بيضة، وبضعة رموز أخرى، وأدلة على فرح القوم وانبعاثهم إلى المداعبة والعبث.
وليس في استطاعة أحد أن يقول إلى متى كان هذا المشهد سيطول، أو إلى أي حد كان المستر بكوك سيعاني من عبث العابثين، لو لم تقف فجأة عربة كانت مسرعة بقرب ذلك الموضع، وينزل منها الشيخ واردل وسام ولر، وينطلق أولهما مسرعا، فيصل إليه في أقل مما تستغرقه كتابة هذه السطور، إن لم نقل قراءتها، ويحمله إلى المركبة، بينما كان الآخر قد انتهى من الجولة الثالثة والأخيرة في معركة منفردة بينه وبين شماس القرية.
وصاحت عدة أصوات تقول: «نادوا المأمور!»
ووثب المستر ولر إلى مكانه بجانب السائق وهو يقول: «هلموا أسرعوا فنادوه، وأبلغوه تحياتي، تحيات المستر ولر، وقولوا له: إنني ضربت شماسكم، وإذا أرسل أحدا سواه فسأعود غدا، وأوسعه هو الآخر ضربا، هيا سق أيها الحوذي!»
وقال المستر بكوك حين خرجت المركبة من حدود القرية: «سأكلف أحدا برفع دعوى حجز بلا مبرر على الضابط بولدويج بمجرد وصولي إلى لندن.»
وقال واردل: «يظهر أننا تعدينا على أرضه.»
وعاد المستر بكوك يقول: «لا يهمني، سأرفع دعوى حتما.»
وقال واردل: «كلا، لن تفعل.»
Shafi da ba'a sani ba