ولم يكن القوم بحاجة إلى دعوة ثانية ليؤدوا لهذه الوجبة حقها، ولم يكن المستر ولر، وذلك الحارس المارد، والغلامان الآخران ينتظرون من يدعوهم إلى الجلوس فوق العشب على مسافة قصيرة، والانقضاض على نصيب طيب من اللحوم، وكانت من فوقهم شجرة سرو كبيرة تغمرهم بظل وارف، ويحيط بهم مشهد ممتع تترامى فيه حيالهم المروج والحقول، وتتخلله أسوار وحواجز كثيرة من عوسج نضير.
وأنشأ المستر بكوك يقول، وقد أخذت بشرة وجهه البليغ في تعبيره تتقشر سريعا من أثر التعرض للهواء: «هذا مشهد بهيج! بهيج كل البهجة!»
وأجاب واردل: «هو كذلك، هو كذلك يا صاح، هيا، كأسا من بنتش؟»
2
وقال المستر بكوك: «بكل سرور.» وكان البشر الذي طفح على وجهه بعد تناول الشراب، دليلا على صدق جوابه، وانثنى يقول وهو يمسح بلسانه شفتيه: «بديع! ممتع للغاية! سأتناول كأسا أخرى، إنه لرطب، رطب جدا! هلموا يا سادة، لنشرب نخب أصدقائنا في دنجلي ديل.»
وراح يصب الشراب من القدر، وهو لا يفارقها.
وشرب النخب وسط صيحات عالية.
وقال المستر ونكل، وهو يأكل خبزا ولحم خنزير بمطواة جيب: «سأقول لكم: ماذا أنا صانع للعودة إلى الصيد، سأضع بطة محشوة فوق قمة أحد الأعمدة، وأتدرب على رميها، مبتدئا من مسافة قصيرة، ثم آخذ في إطالتها شيئا فشيئا، وأعتقد أن هذا تدريب بديع!»
وقال المستر ولر: «إنني أعرف سيدا فعل ذلك يا سيدي، مبتدئا بياردتين، ولكنه لم يعد إلى هذه التجربة أبدا؛ لأنه من الطلقة الأولى نسف الطائر نسفا، فلم ير أحد له ريشا بعد ذلك.»
وقال المستر بكوك: «يا سام!»
Shafi da ba'a sani ba