وقال المستر بكوك: «ثم ماذا؟»
وأجاب تروتر: «لقد فكرت في طريقة، وهي أن تكون أنت يا سيدي في انتظار خروجنا مختبئا في الحديقة وحدك.»
وقال المستر بكوك: «ولماذا أكون وحدي؟»
وأجاب تروتر قائلا: «أعتقد أنه من الطبيعي جدا أن السيدة العجوز لا ترضى أن تحدث فضيحة أليمة كهذه أمام أشخاص أكثر مما ينبغي، ولا بد أيضا من مراعاة شعور الفتاة.»
وقال المستر بكوك: «أصبت، إن هذا التفكير يدل على رقة شعورك، امض في حديثك؛ فأنت مصيب كل الصواب.»
ومضى تروتر يقول: «لقد بدا لي كذلك يا سيدي أنك إذا انتظرت في الحديقة الخلفية وحدك، وجئت أنا فأدخلتك من الباب المفضي إليها من طرف الدهليز في تمام التاسعة والنصف، فسوف يكون دخولك على هذا النحو في الوقت المناسب لمعاونتي على إفساد خطة هذا الرجل الشرير الذي وقعت لسوء حظي في شركه.»
وهنا زفر المستر تروتر زفرة من الأعماق.
وقال المستر بكوك مواسيا: «لا تزعج خاطرك من هذه الناحية، فلو أنه أوتي ذرة واحدة من رقة الشعور التي امتزت بها، على ضعة شأنك، لكان في نفسي بعض الأمل في صلاح أمره.»
وهنا انحنى جوب تروتر انحناءة بالغة، ووثبت الدموع مرة أخرى إلى عينيه رغم احتجاج المستر ولر كما أسلفنا عليك.
وقال سام مرة أخرى: «لم أشهد في حياتي إنسانا كهذا، يلعنني الله في كل كتاب إذا لم يكن في راسه صنبور دموع لا ينقطع عن السيل.»
Shafi da ba'a sani ba