211

Mudhakkirat Pickwick

مذكرات بكوك

Nau'ikan

وقال توم سمارت: «لا تراعي!» وبكل رفق راح يخرج الكتاب وينشره قائلا بلهجة المتشكك: «ولكني أرجو أن لا تصرخي!»

قالت: «كلا! كلا! دعني أنظر الكتاب.»

قال: «أولست مستسلمة إلى إغماء أو شيء من هذا القبيل؟»

قالت: «لا عليك! لا عليك! دعني أر الكتاب.»

قال وهو يضع الكتاب في كفها: «ها هو ذا.»

أيها السادة، لقد سمعت عمي يقول: إن توم سمارت قال إن ولولة الأرملة حين علمت بالسر كانت تنفذ في أي فؤاد قد من الصخر، وكان توم بالطبع رقيق القلب كريمه، ولكن تلك الصرخات نفذت فيه إلى الصميم، وظلت الأرملة تهتز وتقلب كفيها وهي تقول: «أواه، ما أشد خبث الرجال ومكرهم!»

وقال توم سمارت: «إنه لأمر مرعب يا سيدتي العزيزة، ولكن هدئي من روعك.»

وصاحت الأرملة: «أواه، لا أستطيع تهدئة روعي، لن أجد أبدا رجلا سواه يمكن أن أحبه كل هذا الحب الذي أوليته إياه.»

وقال توم سمارت: «بل ستجدينه يا عزيزتي!» وترك دمعة من أكبر الدموع حجما تنحدر من عينيه رثاء لنكبة الأرملة، وكان توم سمارت في فورة عطفه، وثورة رحمته، قد طوق خصرها بذراعه، وكانت في اشتداد حزنها قد أمسكت بيده، وتطلعت إلى وجهه، وابتسمت من خلال عبراتها، فأطل هو على محياها، وابتسم من ثنايا دموعه.

ولم أستطع أيها السادة أن أعرف يوما هل قبل توم الأرملة في تلك اللحظة بالذات، أو لم يقبلها، فقد اعتاد أن يقول لعمي إنه لم يفعل ذلك، ولكني منه في شك مريب، وأكاد أعتقد فيما بيننا أيها السادة أنه قد فعل.

Shafi da ba'a sani ba