وصاح المستر بكوك قائلا في دهشة: «تضعونهم تحت المضخة!»
وأجاب خادمه: «نعم، فقد نام كل إنسان حيث سقط، فكنا نجرهم في هذا الصباح واحدا بعد واحد إلى المضخة؛ فنضعهم تحتها، ونترك الماء ينزل عليهم، وهم الآن في حال حسنة، وشكل بديع، وقد دفعت لنا اللجنة على هذا العمل شلنا عن كل رأس.»
وصاح المستر بكوك في دهشة: «أيمكن أن تحدث هذه الأمور؟»
وقال سام: «يا سيدي، بارك الله في عمرك، بالله أين كان مولدك؟ هذه أمور بسيطة جدا، فما بالك بغيرها إذن؟ هذه لا شيء.»
وقال المستر بكوك «لا شيء!»
وأجابه غلامه: «لا شيء مطلقا يا سيدي، لقد حدث في الليلة السابقة لآخر يوم في الانتخاب الأخير هنا أن الحزب المعارض رشا الساقية في فندق «تاون آرمز»؛ لغش البراندي الذي ستقدمه لأربعة عشر ناخبا لم يكونوا قد أعطوا أصواتهم، وكانوا نازلين في هذا الفندق.»
فسأله المستر بكوك: «ماذا تقصد بكلمة غش البراندي؟»
وأجاب سام قائلا: «يعني تضع فيه منوما، وقد فعلت الساقية، فتركتهم ينامون جميعا إلى ما بعد انتهاء الانتخاب باثنتي عشرة ساعة، واضطر القوم أن يحملوا واحدا منهم إلى صندوق الانتخاب في مركبة نقل، وهو نائم غارق في النوم، على سبيل التجربة، ولكنها لم تفلح؛ لأن اللجنة رفضت، فاضطروا إلى العودة به وألقوه في فراشه ليواصل النوم مرة أخرى.»
وقال المستر بكوك محدثا نفسه، ومخاطبا سام في وقت واحد: «هذه تصرفات غريبة!»
وأجاب سام: «ليست غريبة كثيرا بالنسبة لظرف عجيب حدث لوالدي نفسه في أحد الانتخابات في هذه الدائرة ذاتها يا سيدي.»
Shafi da ba'a sani ba