كاللعبة المعروفة بين أطفالنا، وهي: «عنكب، شد واركب»، والتي يسميها الفرنسيون: «قفزة الخروف».
العادة أن يذكر الاسم والبلد والإقليم عند التعريف، وقد عرف المستر جنجل نفسه بأنه من نوهول
NO HALL
أي لا بلد له، وهي من أعمال نوهوير، أي ليست في مكان ما.
الفصل الثامن
شرح واف للموقف، والتدليل على أن طريق «الحب الصادق» ليس «سكة حديدية». ***
كانت السكينة المخيمة على ضيعة «دنجلي ديل» المنعزلة، وكثرة أفراد «الجنس اللطيف» فيها، واللهفة والقلق اللذين أبدينه نحو المستر تراسي طبمن - عوامل اجتمعت لتنمية تلك الأحاسيس الرقيقة التي أنبتتها الطبيعة، وغرزتها في أعماق صدره، والتي تبين الآن أنها قد قدر لها أن تتركز حول شخص واحد محبب جميل ...
لقد كانت الغيد الصغيرات مليحات، وآدابهن فاتنة، وأمزجتهن ومنازعهن مألوفة، لا شذوذ فيها ولا نبو عما عرف من الأمزجة، وشوهد في مظهر العمة العانس شيء من اعتزاز واعتداد، وفي مثبيتها نذير يقول لك حذار من الاقتراب، وفي العين روعة لا تخلوها في أنضر أيامها حقا يميزها عن أية أنثى وقعت عليها عين المستر طبمن في يوم من الأيام، ولكن الجلي الواضح أنه كان بينه وبينها شيء من تماثل الطباع، وتوافق «الأرواح»، بل شيء من التشابه الغريب في العواطف والأحاسيس، وكان اسمها أول ما ارتفع إلى شفتيه وهو جريح مستلق فوق الحشائش، وكانت ضحكاتها الهستيرية أول صوت طرق أذنه حين حمل إلى البيت، ولكن هل كان جزعها عليه راجعا إلى «حساسية» محببة، ورقة شعور لم يكن في الإمكان مغالبته أو كبته في أية حالة مماثلة، أو كان مبعثه شعورا أقوى من ذلك أثرا وإحساسا أطغى من ذلك سلطانا، شعورا ليس في إمكان أحد من خلق الله أن يوقظه في نفس امرأة وصدرها؟
هذه هي الشكوك والهواجس التي ألحت على خاطره وهو راقد ممدد على الأريكة، بل هذه هي الشكوك والخوالج التي اعتزم أن يقطع فيها برأي في الحال، ويتخذ فيها قرارا حاسما لا حول عنه إلى الأبد.
وكان الوقت مساء، وقد ذهبت إيزابللا وإميلى تتمشيان مع المستر ترندل، واستولى النعاس على السيدة العجوز وهي في مقعدها، وغطيط الغلام البدين ينبعث رتيبا خافتا من المطبخ البعيد، والجواري البضات الغضات مسترخيات في مقاعدهن عند الباب الجانبي يستمتعن ببهجة المساء وفتونه، ولذة المغازلة «في غير إثم» مع بعض الفلاحين الملحقين بالمزرعة.
Shafi da ba'a sani ba