وغمغمت العانس تقول: «كلا ... كلا ... إنني بخير الآن ... بيلا ... إميلي ... هيا ادعوا طبيبا، أهو جريح؟ أهو ميت ... هل هو ... ها ها ها ...؟ وأصابتها النوبة رقم 2، فعادت إلى ضحكها «الهستيري» الذي كانت الصرخات المولولة تتخلله.
وهنا قال المستر طبمن، وهو من فرط تأثره لا يكاد يمسك دموعه، حين شهد هذا العطف عليه وهو في ألمه: «هدئي روعك يا سيدتي العزيزة ... هدئي روعك.»
وعندئذ صاحت العمة العانس - وقد انتابتها النوبة رقم 3 - تقول: «هذا صوته!»
وعاد المستر طبمن يقول لها مواسيا: «لا تنفعلي هكذا يا سيدتي العزيزة ولا تضطربي، أتوسل إليك ... أؤكد لك أن الجرح يسير ...»
وصاحت السيدة المتشنجة: «لم تمت إذن ... قل: إنك لم تمت!»
وفي هذه اللحظة تدخل المستر واردل في خشونة لا تتفق وهذا المشهد الشعري، قائلا: «كفى حمقا يا راشل! ما الفائدة بالله عليك من قولك له إنه لم يمت؟»
وقال المستر طبمن: «كلا ... كلا ... أنا لم أمت، ولكني لست بحاجة إلى معونة أحد سواك ... دعيني أستند إلى ذراعك.» ومضى يهمس لها: «أواه يا آنسة راشل ...!» فدنت المرأة المضطربة منه، ومدت نحوه ذراعها.
ودخل القوم قاعة الفطور، ومد المستر طبمن يده، فرفع كفها برفق إلى شفتيه، وتهالك على الأريكة.
وسألته راشل في لهفة: «هل أغمي عليك؟»
قال: «كلا ... لا شيء ... لن ألبث أن أفيق.»
Shafi da ba'a sani ba