صادر من المتآمرين ذوي الآراء الفاسدة والعقائد الكاسدة ، المنقادين للشهوات المتمسكين بالمغالطات ، الساعين لتحصيل ما سولت لهم انفسهم غير ميالين بما تتجه افعالهم وافوالهم ، من افشاء الظلم والعدوان وخراب الديار والبلدان ، وابادة من فيها من السكان ، كما تراه ونراه بالعيان ، (لأن كل احد يشتهي حصول ما يحتاج اليه) فيسعى لتحصيله وإن يلزم منه ما ذكر
(و) مع ذلك (يغضب على من يزاحمه) في ذلك التحصيل وسلب الاموال ، فيتلف النفوس غير مبال ، غافلا او متغافلا عن قبح ما يصدر منه من الافعال ، بل يرى ويدعي ان ذلك حسن ، ومن شيم ذوي العقول من الرجال
(فيقع) حينئذ (الجور)، ويتصف من لا رحم له من الاقوياء بصفات الحيوانات الضارة ، والكلاب العقر والذئاب المفترسة ، يمزق الضعفاء من بني نوعه تمزيقا ، لا يقدر الضعفاء على حركة ولا مدافعة ، كما سمعناه من لسان التاريخ ، ورأيناه بام أعيننا ، فلا يبقى في البلدان او القرى إلا دمنة لم تكلم ، ولا يوجد فيها الا قوم حيارى ، فيفر المرء من اخيه ومن صاحبته وبنيه.
(ويختل) بذلك (امر الاجتماع و) لكن لا يذهب عليك ان (المعاملة والعدل) المتفق عليه الجميع ايضا ، غير واف بما هو المقصود من الاجتماع من التعاون والتشارك ، فيما يحتاج اليه للتعيش ، لانه أي المعاملة والعدل (لا يتناول) الجزئيات الغير المحصورة).
تذكير الضمير في يتناول وافراده ، باعتبار كون المرجع مصدرا مقيدا بالعدل ، ويحتمل ان يكون باعتبار ان المرجع كل واحد
Shafi 42