313

قال ابن قتيبة : اني رأيت اكثر أهل زماننا هذا : عن سبيل الأدب ناكبين ، ومن اسمه متطيرين ، ولأهله كارهين.

واما الناشىء منهم : فراغب عن التعليم ، والشادي تارك للازدياد ، والمتأدب في عنفوان الشباب : ناس او متناس ، ليدخل في جملة المجدودين ويخرج عن جملة المحدودين.

فقد خوى نجم الخير ، وكسدت سوق البر ، وبارت بضائع أهله وصار العلم عارا على صاحبه ، والفضل نقصا ، والجاه الذي هو زكاة الشرف : يباع بيع الخلق ، واضت المروات في زخارف النجد ، وتشييد البنيان ، ولذات النفوس ، وجهل قدر المعروف ، وماتت الخواطر ، وسقطت همم النفوس ، وزهد فى لسان الصدق ، وعقد الملكوت.

فأبعد غاية كاتبنا في كتابته : ان يكون حسن الخط ، قويم الحروف.

وأعلى منازل أديبنا : ان يقول من الشعر أبياتا .. انتهى محل الحاجة من كلامه باختصار .

السابع من الرؤوس : القسمة ، اى : قسمة العلم ، او الكتاب ، الى أبوابه قد تقدم الأول في كلام الشارح ، ويأتي الثانية عن قريب.

الثامن : الانحاء التعليمية ، وفيها كلام يحتاج الى بسط مقال ، ليس هنا محله.

(واعلم : ان للناس في تفسير الفصاحة والبلاغة ، أقوالا شتى)، اي : متفرقة ، هو جمع : شتيت كمرضى : جمع مريض ، وتترى : جمع تنير.

(لا فائدة في ايرادها)، اي : الأقوال ، (الا الاطناب).

هذا الاستثناء : منقطع ، من قبيل جاء القوم الا الحمار ، لأن

Shafi 315