Malamai Mafi Kyau
Nau'ikan
من الحسن ، وذلك امر وراء النحو والاعراب.
ألا ترى : ان النحوي ، يفهم معنى الكلام المنظوم والمنثور ، ويعلم مواقع اعرابه ، ومع ذلك ، فانه لا يفهم ما فيه من الفصاحة والبلاغة.
ومن هنا : غلط مفسروا الآيات والأشعار ، في اقتصارهم على شرح المعنى وما فيها من الكلمات اللغوية ، وتبيين مواضع الاعراب منها ، دون شرح ما تضمنته من أسرار الفصاحة والبلاغة.
سادسها : انه فى اي مرتبة هو؟ ليقدم على ما يجب ، ويؤخر عما يجب .
كما يقال : ان مرتبة علم البلاغة ، مؤخرة عن علم متن اللغة ، والصرف ، والنحو ، على ما سيشير اليه المصنف في أواخر المقدمة بل يجب تأخر هذا العلم عن اشياء اخر ايضا.
قال في المثل السائر : اعلم : ان صناعة تأليف الكلام من المنظوم والمنثور ، تفتقر الى آلات كثيرة ، وقد قيل : ينبغي للكاتب ان يتعلق بكل علم ، حتى قيل : كل ذي علم يسوغ له : ان ينسب نفسه اليه ، فيقول : فلان النحوي ، وفلان الفقيه ، وفلان المتكلم ، ولا يسوغ له : ان ينسب نفسه الى الكتابة ، فيقول : فلان الكاتب وذلك : لما يفتقر اليه من الخوض في كل فن.
وملاك هذا كله : الطبع ، فانه اذا لم يكن ثم طبع ، فانه لا تغني تلك الآلات شيئا.
ومثال ذلك : مثال النار الكامنة في الزناد ، والحديدة التي يقدح بها ، ألا ترى : انه اذا لم يكن في الزناد نار ، لا تفيد تلك الحديدة شيئا ، وكثيرا ما رأينا وسمعنا : من غرائب الطباع في تعلم العلوم ،
Shafi 311