284

اما الثاني : اي : امكان ان يكون التقديم للتقوى ، فبأن تقوى الحكم ، وتأكيده بتكرر الاسناد ، ليس بلازم ان يكون للرد على منكر ، بل قد يكون لمجرد الاعتناء بالحكم ، ولظهور الرغبة فيه ، او لاستبعاد الحكم.

فالتقديم للاعتناء بالسؤال والاهتمام به ، او لظهور الرغبة فيه ، فتوجه الى الله ، يتضرع في الاجابة مجتهدا بأقصى وسعه ، مشيرا الى انه لا يعتمد على ما بالغ به في وصف مؤلفه ، بل يسأل الله النفع به.

او لاستبعاده السؤال ، ولذا علله بما يأتي من قوله : «انه ولي ذلك النفع به» فتأمل جيدا.

واما اذا تماشينا مع الشارح ، فنلتزم بقوله : (فكأنه قصد الى جعل الواو للحال ، فاتى بالجملة الاسمية)، اي : قدم المسند اليه ، حتى يصير الجملة الفعلية التي فعلها مضارع ، جملة اسمية ، والا لا يمكن جعل الواو حالية ، كما قال ابن مالك في الفيته :

وذات بدء بمضارع ثبت

حوت ضميرا ومن الواو خلت

(وما يقال : انه) اي : الاتيان بالجملة الاسمية ، (لقصد) دلالة الجملة على (الاستمرار) والثبوت ، لما تقرر وثبت عندهم : من دلالة الجملة الاسمية على الاستمرار والدوام والثبوت ، فنقول : (فيه نظر لحصوله) اي : الاستمرار والثبوت ، (من المضارع) اي : اسأل (كما سيجيء) في احوال المسند (في قوله :) فدخولها اي : لو على المضارع في نحو قوله تعالى : ( لو يطيعكم ) في كثير من الامر لعنتم» اي : لوقعتم في الجهد والهلاك ، لقصد استمرار الفعل فيما مضى وقتا فوقتا ، لانه كان في ارادتهم استمرار عمل النبي ص

Shafi 286