139

Mucjiz Ahmad

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

Nau'ikan

Maganar Baka
قوله: سيدنا أراد يا سيدنا، فحذف حرف النداء. وراقصة: نصب على الحال. يقول: أنت تعلم بكل شيء خفي يعجز الناس عن إدراكه، ولو سألنا غيرك لم يجب، فأخبرنا عن هذه الجارية، هل قابلتك وهي ترقص، أو تعبت فرفعت رجلها من التعب؟ لأنها كانت قائمة على رجل واحدة. وأديرت فسقطت فقال في الحال: ما نقلت في مشيئةٍ قدما ... ولا اشتكت من دوارها ألما روى: مشيئة ومشيةٍ بالتصغير. على الأول: ما نقلت قدمًا بإرادة منها ولا اشتكت من دوارها، حين سقطت من الألم؛ لأنها ليست مما يحس. وعلى الأخرى: ما نقلت قدمًا في مشيةٍ، لأنها وإن كانت ماشية، فلم تنقل قدمًا. لم أر شخصًا من قبل رؤيتها ... يفعل أفعالها وما عزما يقول: لم أر شخصًا سواها يفعل مثل أفعالها، من غير عزم وقصد. فلا تلمها على تواقعها ... أطربها أن رأتك مبتسما تواقعها: أي رقصها. يقول: لا تلمها على رقصها، لأنها تداخلها الطرب، فرقصت سرورًا لما رأتك مبتسمًا. وقيل: تواقعها: سقوطها. يعني. لا تلمها على سقوطها؛ لأنها لما رأتك ضاحكًا طربت فسقطت. وقال أيضًا فيها أي اللعبة نفسها: إن الأمير أدام الله دولته ... لفاخرٌ كسيت فخرًا به مضر مضر: اسم قبيلة، فلهذا أنثه، وتقديره: كسيت مضر به فخرًا، يعني ذو فخرٍ متناهٍ، حتى أن مضرًا اكتست من فخره. وقيل تقديره: لفاخرٌ مضر به كسيت فخرًا، يعني: أن مضر تفتخر به بما كساها من الفخر والشرف الزائد. في الشرب جاريةٌ من تحتها خشبٌ ... ما كان والدها جنٌّ ولا بشر الشرب: جمع شارب، يعني: فيما بين الشرب، جارية هذه صفتها. قامت على فرد رجلٍ من مهابته ... وليس تعقل ما تأتي وما تذ يقول: إنها قامت على فرد رجل؛ هيبةً من الأمير وخدمةً، مع أنها لا تعقل ما تفعل وما تترك. ووصفها بشعر كثير وهجاها بمثله لكنه لم يحفظ فخجل ابن كروس وأمر بدرٌ برفعها فرفعت فقال: وذات غدائرٍ لا عيب فيها ... سوى أن ليس تصلح للعناق إذا هجرت فعن غير اجتنابٍ ... وإن زارت فعن غير اشتياق العناق: المعانقة والاجتناب: المباعدة. يقول: إنه لا عيب فيها، إلا أنها من خشب لا تصلح للمعانقة، وقربها وبعدها عن غير قصد منها. أمرت بأن تشال ففارقتنا ... وما ألمت لحادثة الفراق يقول: إنك لما أمرت برفعها، فارقتنا ولم تتألم لفراقنا، كما يتألم المحب لفراق حبيبه. ثم قال لبدر ما حملك على ما فعلت؟ فقال له بدرٌ: أردت نفي الظنة عن أدبك، فقال المتنبي معتزًا بأدبه: زعمت أنك تنفي الظن عن أدبي ... وأنت أعظم أهل العصر مقدارا إني أنا الذهب المعروف مخبره ... يزيد في السبك للدينار دينارا السبك: الصوغ. يقول: إن كنت أردت إزالة القهر عني فقد زدت أنا على التجربة، مثل الذهب الذي إذا سبك زاد للدينار دينارًا، وليس كل ذهبٍ كذلك. قال له بدرٌ: والله للدينار قنطارًا! فقال المتنبي يمدح بدرًا وقد أطرى أدبه: برجاء جودك يطرد الفقر ... وبأن تعادي ينفد العمر فخر الزجاج بأن شربت به ... وزرت على من عافها الخمر يقول: من يرجوك يغنى، ومن يعاديك يفنى وإن الزجاج فخر على سائر الجواهر من الذهب والفضة، لما شربت به، وعابت الخمر من عافها ولم يشربها، حين تشربها أنت. وسلمت منها وهي تسكرنا ... حتى كأنك هابك السكر أي شربنا الخمر معك فأسكرتنا ولم تسكرك! فكأنها خافتك ولم تقدر عليك. ما يرتجى أحدٌ لمكرمةٍ ... إلا الإله وأنت يا بدر يقول: ليس أحد يرتجى خيره، إلا الله ﷿، ثم أنت. وخرج أبو الطيب إلى جبل جرش: وهي مدينةٌ عظيمةٌ نسب إليها الجبل. فنزل بعلي بن أحمد المري الخراساني وكانت بينهما مودة بطبرية فقال يمدحه: لا افتخارٌ إلا لمن لا يضام ... مدركٍ أو محاربٍ لا ينام روى: مدركٍ أو محاربٍ، جرًا. فيكونان صفتين لمن. ومن تكون نكرة. وروى. مدركٌ أو محاربٌ بالرفع، فيكونان خبرين لمبتدأ محذوف. أي هو مدرك. ومن تكون معرفة بمعنى الذي. ويجوز: أن يكون الجر فيهما على البدل من من ويكون بمعنى الذي.

1 / 139