Mucawiya Ibn Abi Sufyan
معاوية بن أبي سفيان
Nau'ikan
وليست جدوى التاريخ هنا كلمة مدح تنقص أو تزاد، وإنما جدواه أن يصان الذكر عن الابتذال، وهو أشرف ما تملكه الإنسانية من تشريف أبنائها في الحياة وبعد الممات، فلا يباح عرض الإنسانية لكل من يملك طعاما يملأ به البطون أو مالا يملأ به الجيوب، ولا يختلط الحق بالباطل ثم تذهب الحيلة فيه وتثوب العقول والضمائر إلى التسليم، ويتساوى الجوهر والطلاء في ميزان الخلود والبقاء، ومعاوية في هذا الميزان، لا يخرج منه مغبونا ولا غابنا للحقيقة من بعده، وإنما تحسب له قدرته بتقدير، ويعطى من أثر قدرته، ومن أثر نيته، ما هو به حقيق.
وقد عمل بتلك القدرة ما أفاده وأفاد قومه وأفاد الأمم التي تولاها فيما تستفيده من قرار الدولة و«ضبط» الأمور، وذلك حق القدرة الذي لا حاجة معه إلى اللجاجة في أمر النية، فلو أن أحدا أراد أن يمحو من سجله كل ما عمله لنفسه ولبنيه لما بقي في ذلك السجل عمل واحد تطول فيه اللجاجة حول النيات ... ونعود فنقول: إنها قدرة لا ترسل على إطلاقها بغير تقدير، وإن تقديرها الحق أنها غاية القدرة إلى الشوط القصير.
لقد كان قويا لا مشاحة
3
في وصفه بالقوة على مثالها، ومثالها أنك تصوغها في خيالك على صورة من الصور، فتحضرك صورة الجمل الصبور، ولا تحضرك صورة الأسد الهصور.
Shafi da ba'a sani ba