فينبهون الناس على الأحداث الناشئة، والبدع الكائنة، يتلو بعضهم بعضا، يصلحون ما أفسد الناس من سنن، وفي الحديث:(من أحيا سنة أميتت فقد أحياني، ومن أحياني كان معي في الجنة ).
فصل
إنما يقتدي العاقة برؤسائها وأشرافها ومشايخها، فعليهم وزر ما ابتدعوا، ولهم أجر ما تبعوا - كذلك - إلى يوم القيامة ، وقي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من سن سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن ابتدع بدعة لا يرضاها، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة) وعنه صلى الله عليه وسلم قال (ما من قتيل يقتل إلا وعلى ابن آدم الأول كفل من دمه، فإنه أول من سن القتل) يعني به (قابيل) الذي قتل (هابيل).
وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل : (وإن توليت ، فعليك إثم الأريسيين) والأريسيون هم الأتباع والأكرة، يعني إن توليت عن الحق فإن عليك إثم من اتبعك في الضلالة، والتولي عن أمر الله تعالى.
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار دين ورهبانها يروى هذا القصيد بكماله عن عبد الله بن المبارك رضي الله عنه.
فصل
القادة في زماننا أصناف : ملوك، وأمراء، ورؤساء، وعلماء، ومشايخ صوفية ومشايخ فقراء، فالملوك والرؤساء والأمراء - وإن كانوا أولي أمر- فأبصارهم طامحة إلى مشايخ العلم، ومشايخ الزي، فإلى مشايخ العلم يستندون في القضايا والأحكام، ومن مشايخ الزي يستنشقون أرائج المواجيد، وحقائق الإيمان، ثم إن الملوك، والأمراء، والرؤساء، لما انصرفت هممهم إلى جمع الحطام، وقهر الأنام، وشرب الخمور، ومعانقة المنكر والمحظور، واستحلال المحارم والمظالم
Shafi 230