215

Minhajin Dalibai

منهج الطالبين

Nau'ikan

وفي قوله تعالي: " وليست التوبة للذين يعملون السيئات " إلى أخر القصة، فقد قيل ذلك العاصي من المقرين؛ أنه لا تنفعه توبته من بعد أن يعاين ملائكة الموت، فلا ينفع الكافر إيمان عند الله؛ إذا لم يكن آمن من قبل فهو كافر، وقد مات على كفره، وقد وجدت أنه الإصرار على الذنوب، كذلك قوله تعالي: " ولا الذين يموتون وهم كفار " فقد قيل: إنه من يموت على شركه.

وفي قوله تعالي: " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم "، فقد قيل: إن ذلك في النساء والصبيان، لا يملكون ما يكون به العون على الطاعة، من الأموال فيبذرونها، ويتلقونها فيكون ذلك ضياعا للمال.

وفي قوله تعالي: " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله "؛ فقد قيل: إنه دين الإسلام، وهو صراط الله المستقيم، والسبل: غيره هي أديان الضلال من اليهودية، والنصرانية، وغير ذلك من أديان الضلال.

وفي قوله: " إن الحسنات يذهبن السيئات "؛ فقد قيل: ما بين الصلاتين المفروضتين؛ إذا أدهما العبد؛ فهو كفارة لما بينهما من السيئات دون الكبائر، والإصرار على الصفائر، وقد قيل: إن الحسنات هي التوبة، والسيئات هي المعاصي، والتوبة تذهب المعصية، وكل ذلك يخرج على تأويل الحق.

وقوله تعالي: " هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة " أنهم الملائكة الذين يقبضون أرواحهم، " أو يأتي ربك " يعني: أمر ربك، " أو يأتي بعض آيات ربك " قيل: خروج الدابة، وطلوع الشمس من المغرب. " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل " وهي المشركة التي لم تؤمن بالله، أو كسبت في إيمانها خيرا، وهي المصرة على الذنوب.

Shafi 218