============================================================
وكيف تستقر فيها وتتمكن منها، وما تحدث فيها من خلل واضطراب، وما يتبع ذلك من اختلال في السلوك الشخصي، وفي الحياة الاجتماعية، والعلاقات الإنسانية، ثم يذكر الغزالي بعد ذلك السبيل إلى معالجة هاتيك الآفات، والطريق إلى اجتثاثها واستئصالها، ويصف الدواء الناجع للتخلص منها ومحو آثارها السيئة، ويفصل القول في المنجيات من تلك المهلكات، لترقى نفس المؤمن إلى مقام النفس المطمئنة ويغدو قلبه ذلك القلب السليم النقي الصالح، وإذا صلح قلب المرء صلح جسده كله، وصلحت حياته كلها، وصفت صلته بخالقه سبحانه وتعالى، وصار قلبه مرآة صافية للأنوار الإلهية، ومهبطا للنفحات الربانية، ويغدو إنسانا حرا قد انعتق من كل ما يعكر عليه صفو حياته، ويضيق عليه سعة صدره ورحابة عيشه، وانفتحت له أبواب السعادة الحقة والحياة الحقة، ويوم القيامة يتبوأ الدرجات العلى، ويتقلب في النعيم المقيم، ذلك لأن صلاح القلب وتزكية النفس هما سبيل نجاة المرء يوم القيامة، كما أشار إليه ربنا سبحانه وتعالى بقوله: يؤم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلر سلير .
وقد كان كتاب "الإحياء موضع تقدير العلسماء والباحثين وإعجابهم، ومحل عنايتهم واهتمامهم، فمن شارح له، أو مختصر، أو مخرج لأحاديثه، وكان من بين هؤلاء المعجبين به الإمام الحافظ المفسر شيخ الإسلام أبو الفرح ابن الجوزي، وقد لمس أهمية الكتاب، ورأى إقبال المريدين على قراءته، وعكوفهم على مطالعته، غير أنه أخذ عليه ما أودعه الإمام الغزالي فيه من أحاديث لا تثبت، أو روايات لا أصل لها،
Shafi 2