Hanyar Tsarkakan Mutane a Ilimin Magana
كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)
Nau'ikan
والجواب: ليس في الآية أن الصرف هو الهزيمة التي ذمهم عليها، ويجوز أن يكون المراد بالصرف التخلية بينهم وبين الكفار وإزالة النصر لأجل الفشل والتنازع، ويجوز أن يكون المراد بالصرف النهي عن قتالهم بعد انهزام المنهزمين، فمعلوم أن النبي عليه وعلى آله السلام وجماعة لم ينهزموا وأنهم إنما كفوا عن القتال بأمر من الله، ويجوز أن يكون المراد بالصرف الأسباب المقتضية للهرب من الخواطر والرهبة ويجوز أن يكون المراد بالصرف إباحة الهرب للذين كانوا أمعنوا في طلب العدو، فإنهم كانوا معذورين بالاتفاق، والضمير وإن كان ظاهر العود إلى الجميع، فلا يمتنع قيام دليل على رجوعه إلى البعض المعذورين في الانهزام وبالجملة فالذم لم يكن على الصرف الذي فعله الله، وإنما هو على سببه وهو الفشل، والتنازع والعصيان وإرادة الدنيا، ونحو ذلك، كما يشهد به قوله: {قل هو من عند أنفسكم}. يزيده وضحوحا قوله: {ليبتليكم} والابتلاء لا يكون بالمعاصي.
ومنها قوله تعالى: {وهو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} وفي الأرض الظلم والفساد.
والجواب: إنه قال: {خلق لكم} ولم يقل عليكم، والظلم والفساد علينا لا لنا، فلا تعلق بظاهرها، والمراد خلق لنا ما ننتفع به من الأرزاق وغيرها بدليل أنها وردت مورد المن علينا ولا منة له بأن يخلق فينا القبيح ويعاقبنا عليه.
ومنها قوله تعالى: {واجعلنا مسلمين لك} فبين أن الإسلام من جهته.
Shafi 316