============================================================
وأما قوله تعالى: وإن منكر إلا واردها) [مريم: 71]، فقيل : المراد بهم الكفار، فالمراد بالورود الدخول والخلود، والأكثرون على العموم كما يفيد الحصر، فقيل: معنى الورود: هو العبور على متن جهنم وظهرها، ويتميزون حال ممرها. وقيل: معنى الورود: الدخول، إلا آنهم مختلفوا الحال في الوصول، لما روي عن جابر رضي الله عنه: "أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لما سئل عن هذه الاية فقال: الورود: الدخول، لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها، فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم عليه السلام حتى إن للنار ضجيجا من بردها"(1)، وفي رواية: لاتقول النار للمؤمن جز، فإن نورك أطفأ لهبي"(2) . وعن جابر رضي الله عنه أيضا أنه عليه الصلاة والسلام سئل عن ذلك فقال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة قال بعضهم لبعض: أليس وعدنا ربنا أنا نرد النار؟
فيقال لهم: قد وردتموها وهي خامدة"(3)، فلا ينافي قوله تعالى: ( أولكهك (1) القرطبي في تفسير الاية، وخبر جابر ذكره ابن عبد البر قي التمهيد. القرطبي .138 137/1 (2) القرطبي 141/11.
(3) (إذا دخل أهل الجنة الجنة قال بعضهم لبعض. .) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن رسول الله أنه قال: "إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم يتادي مناد: يا أهل الجنة خلود لا موت، ويا أهل النار خلود لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا على حزنهم)، الحاكم وصححه الذهبي ورواه مسلم، شرح النووي 184/17، ورواه *
Shafi 289