107

============================================================

والصفة لا تقوم إلا بالموصوف فهو حق يجب قبوله والقول به، فيجب الأخذ بما في قول كل من الطائفتين من الصواب والعدول عما يرده الشرع والعقل من قول كل منهما، وهذا فصل الخطاب. وقد قال : "أعوذ بكلمات الله"(1) وهو عليه الصلاة والسلام لم يتعوذ بمخلوق، بل هو كقوله: "أعوذ برضاك"(2)، وقوله: "أعوذ بعزة الله وقدرته"(3).

ال وكثير من متأخري الحنفية على آنه معنى واحد والتعدد والتكثر ال و التجزي والتبعض حاصل في الدلالات لا في المدلول، وهذه العبارات مخلوقة، وسعيت كلام الله لدلالتها عليه وتأديته، فإن عبر بالعربية فهو قران، وإن عبر بالعبرانية فهو توراة، فاختلفت العبارات لا الكلام؛ قالوا: الاوتسمى هذه العبارات كلام الله مجازا، وهذا كلام فاسد، فإن لازمه آن معنى قوله تعالى: ولا نقربوا الزية [الإسراء: 32]، هو معنى قوله: وأقيموا الصلوة [البقرة: 43]، ومعنى اية الكرسي هو معنى آية المداينة، ومعنى سورة الإخلاص هو معنى سورة تبت يدا} [تبت: 1].

ثم قال: ومن قال: إن المكتوب في المصاحف عبارة عن كلام الله أو حكاية كلام الله وليس كلام الله، فقد خالف الكتاب والسنة وسلف الأمة.

(1) (اعوذ بكلمات الله التامة)، مسلم في الذكر والدعاء، أبو داود، طب 19.

(2) (أعوذ برضاك من سخطك)، تكرر، رواه مسلم والأربعة.

(3) (أعوذ بعزة الله وقدرته)، أبو داود، طب 19، أحمد 217/4.

Shafi 107