342

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

يخشد الأول الأخير وما زا ل كذا المخدثون وألقدماء (يحسد الأول الأخير) كما وقع لليهود أنهم حسدوا عيسى صلى الله عليه وسلم، زعموا آنهم قتلوه وصلبوه، وما درى الملاعين آنه شبه لهم مثله ققتلوه، ونجاه الله تعالى منهم، ثم رفعه إلى السماء؛ لينزل آخر الزمان حاكما بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، مصليا وراء المهدي رضي الله عنه أول نزوله؛ ليعلم آنه نزل تابعا لهذه الأمة، عاملأ بشريعة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ومنها: أنه لا يقبل الجزية، بل يقتل كل يهودي ونصراني في الأرض؛ لأن نوعا ما من الشبهة المجوزة لقبول الجزية منهم ارتفع بنزوله وتكذيبه لهم (وما زال كذا) أي : كهذا المذكور من حسد الأول للأخير ( المحدثون والقدماء) من لدن آدم إلى اليوم.

قذ علمتم بظلم قابيل هابيد ل ومظلوم الإخوة الأتقياء ن (قد) هي للتحقيق (علمتم) يا أهل الكتاب (بظلم قابيل) من إضافة المصدر إلى فاعله، وهو أول أولاد آدم، وهم أربعون، جاؤوا له من حواء في عشرين بطنا، في كل بطن ذكر وأنثن، ويارك الله تعالى في نسله في حياته حتى بلغوا أربعين ألفأ (هابيل) بشدخه رآسه بين حجرين، وهو ثاني أولاد آدم صلى الله عليه وسلم؛ حسدا له على الدين، من أجل كون الله تعالى تقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربانه، فحينئذ قال لأقثلنك} فأجابه: بأنه يستسلم لقضاء الله، ولا يجزي بالسيثة السيئة، كما أفاد ذلك ما حكاه الله تعالى عنه بقوله عز قائلا : لين بسطت إلى يدك لتقتلنى...} الآية، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : "كن خير ابني آدم، كن عبد الله المقتول ، ولا تكن عبد الله القاتل"(1) .

(1) اخرجه ابن حبان (5962)، وآبو داوود (4258)، وابن ماجه (3961)، وأحمد (416/4) بمعناه.

Shafi 342