341

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

لا مانع أن النصارى قائلون في اليهود ذلك مع قولهم : إنهم ليسوا على شيء، باعتبار تبديلهم وتغييرهم، فصح ما في النظم، ويحتمل إرجاع ضمير (صدقوا) و(كتبهم) إلى الحنفاء، وضمير الخطاب في (كتبكم) و(كذبتم) للفريقين اليهود والنصارى، ويكون ذلك تفسيرا ل( عاملتكم الحنفاء) وفي السياق ما يؤيد كلأ من الاحتمالين، للكن الأول أقرب: ولما كان من المعلوم المستقر أن اليهود أشد الناس حسدا؛ قال الله تعالى: أم يحسدون الناس عل مآء اتلهثر الله من فضله } وأنهم حسدوا عيسى حتى قتلوه في زعمهم الفاسد، واستمر حسدهم للنصارى من بعده حتى قالوا : { ليست النصكرى على شى** الموجب لقول النصارى فيهم ذلك أيضا، وأن الطائفتين حسدوا محمدا صلى الله عليه ل وسلم وآمته حتى وقع منهم من العناد ما لا يصدر عن سخفاء العقول فضلأ عن غيرهم.. شرع الناظم في بيان ذلك كله منهم على وجه بديع فقال: 2 ما لكم إخوة الكتاب أناسا ليس يزعى للحق منكم إخاء (ما لكم) أي: أيي حال حصل لكم معشر الفريقين ؟! يا ( إخوة الكتاب) المراد به: الجنس الشامل لكتابيهما، سماهم بذلك؛ لأته لما جمعهم ما فيه من التكاليف والأحكام.. صاروا مستوين فيه ، كاستواء الإخوة في الانتساب إلى أصل واحد، حال كونكم (أناسا ليس) شأنكم أنه (يرعى للحق منكم إخاء) - بكسر الهمزة - نائب فاعل (يرعى) ويجوز أنه اسم (ليس) ونائب فاعل (يرعى) ضميره؛ أي : مؤاخاة؛ أي: ليس يصدر منكم مراعاة للدين الحق بالقيام بما يجب له من الحقوق التي منها تصديق محمد صلى الله عليه وسلم، عملأ بما في كتبكم من التصريحات الكثيرة بنبوته و عموم رسالته صلى الله عليه وسلم وفي (إخاء) مع ( إخوة) رد العجز على الصدر، وبين (الإخوة) و( الإخاء) جناس الاشتقاق، ك( الشهادة) و( الشهداء) الاتي: ومن عدم رعايتكم لذلك أنه

Shafi 341