338

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

وأقبل بعضهم على بعض يتساهلون}، وأول من تكلم في الجواب عن ذلك ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، ثم تبعه الأئمة، حتى أفرد بعضهم ذلك بالتآليف، كما ألفوا في مختلف الحديث، وبيان الجمع بين الأحاديث المتعارضة، ومن حيث إنها من المتشابه الذي استأثر الله تعالى بعلمه، أو علمه أيضا الراسخون في العلم، وهو مبحث طويل، فلا بأس بذكر خلاصته، وهي : قيل: القرآن كله محكم، كما في آية، وقيل: كله متشابه، كما في آية، والأصح: انقسامه إليهما، والمراد ب: { أحكمت ء ايلله}: أتقنت وتنزهت عن نقص يلحقها، وب: متشبها}: أنه يشبه بعضه بعضا في الحق والصدق والإعجاز، ثم المحكم: ما عرف المراد منه، قيل: ولو بالتأويل، والمتشابه: ما استأثر الله بعلمه، كالساعة، والحروف المقطعة أوائل السور، وفيهما أقوال آخر، ثم المتشابه: هل علم ؟ فيه قولان، منشؤهما: هل الوقف على العلو} في قوله تعالى: والتسيخون فى العلو} وعليه طائفة قليلة، كمجاهد والضحاك، وهو رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال النووي : ( إنه الأصح ؛ لأنه يبعد أن يخاطب الناس بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته)(1) وابن الحاجب : إنه المختار، والأكثرون من الصحابة فمن بعدهم خصوصا أهل السنة : أن الوقف على * إلا الله} من قوله تعالى: وما يعلم تأويله "إلا الله} وهو أصح الروايات عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وعد ابن السمعاني اختيار الأول هفوة، وجمع بعضهم بأن من المتشابه ما يمكن الوقوف عليه، ومنه ما لا يمكن، فصح الوقفان بهاذا الاعتبار: ومن المتشابه ذكر آيات الصفات التي فيها ذكر نحو الاستواء واليد والعين، وجمهور أهل السنة منهم اكثر السلف وأهل الحديث : على تفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى، مع تنزيهه عن ظواهرها.

وذهب الخلف : إلى تأويلها بما يليق بجلاله تعالى، وكان إمام الحرمين يميل إلى هذا، ثم رجع عنه فقال : الذي نرتضيه دينأ وندين الله تعالى به عقلا.. اتباع سلف الأمة، فإنهم درجوا على ترك التعرض لمعانيها، وتبعه ابن الصلاح فقال : على ذلك 1) شرح صحيح مسلم (214/16)

Shafi 338