============================================================
تتبيه : لا يتوهم من النظم : أنه مخالف لقول الأئمة : أجمعت الأمة على التكليف بالمحال لغيره، كتكليف أبي جهل مثلا بالإيمان مع علم الله تعالى بأنه لا يؤمن) وذلك لأن التكليف بذلك إنما هو بالنظر للحالة الراهنة المنطوي عنا عاقبتها، فهم بالنسبة إليها مكلفون بالإيمان ؛ لقدرتهم عليه ظاهرا، وإن كانوا عاجزين عنه باطنا؛ لعلم الله تعالى بأنهم لا يؤمنون؛ لأن هلذا لا نظر إليه، وإلا.. لارتفع الاختيار، وثبت القول بالجبر المنابذ لما جاءت به الشرائع، فاحذر أن تميل إليه فتزل قدمك، ويحق ندمك ، واستحضر قوله تعالى : { لا يتتل عما يفعل وهم يستلوب: فوائد: منها : قيل: حكمة تنزيه القرآن عن الشعر مع أن الوزن يورث الكلام عذوبة : أن قصارى أمر الشاعر التخييل بتصوير الباطل في صورة الحق، والإفراط في الإطراء، والمبالغة في الذم، والايذاء دون إظهار الحق، ولهذذا نزه الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عنه، ومن ثم قال بعض الحكماء: لم ير متدين صادق اللهجة مفلقا في شعره - آي : غالبا - وما وقع فيه على صورة الشعر.. لا يسماه؛ لأن شرطه القصد، ومن ثم لم تعارضه العرب، ولو اعتقدوه شعرا.. لعارضوه، وقيل: دون البيتين ليس شعرا ، وقيل : الرجز كذلك : ومنها : سئل الغزالي عن قوله تعالى: لوجدوا فيه آختللفا كثيرا} فقال : (الاختلاف مشترك بين معان، وليس المراد نفي اختلاف الناس فيه، بل نفي الاختلاف عن ذات القرآن، فليس نظمه مختلفا، ولا بعضه يدعو للدين وبعضه يدعو للدنيا، بخلاف كلام البشر؛ لاختلاف قواهم وأغراضهم وأحوالهم) ومنها: أن سائر كتب الله تعالى لا إعجاز فيها من حيث النظم والتأليف ؛ لأن السنتهم لا تفي بذلك، بخلاف الإخبار بالغيوب، فإن الكل جميعا يشترك فيه، ولكون ألسنتهم كذلك كان كل ما في القرآن حكاية عنهم إنما هو حكاية لمعنى ألفاظهم، ذكره ابن جني وغيره: ومنها: وقع في القرآن آيات مشتبهات من حيث النظم ، كإيراد القصة الواحدة في سور وفواصل مختلفة، ك{ وللا} ( فكلا}، يذيخون} { ويدبخوب} سنزيد وستريد}، وذلك كثير، وقد أفرد خلائق الجواب عن ذلك بتآليف مستقلة، ومن حيث إيهام التعارض عند عدم التأمل، نحو: ولا يتساء لوب}
Shafi 337