288

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

الملوك، ومع ذلك يعيش عيش الفقراء؛ لايثاره على نفسه وعياله، وكان جوده كله لله تعالى وفي ابتغاء مرضاته، ببذل المال تارة للفقراء والمحتاجين، وتارة ينفقه في سبيل الله، وتارة يتألف به من يقوي إسلامه، أو من يسلم بإسلامه نظراؤه.

وبين (الأخذ) و( العطاء)، و(الملوك) و(الفقراء)، و(تتقي) و(تحظى) تجنيس التقابل: 169 لا تسل سيل جؤدها إنما ين فيك من وكف سخبها الأنداء ~~(لا تسل) أصله بالهمز، ثم خفف بحذفه ، كما قرىء به في: { سأل سآيل(1) (سيل) هو: الماء الكثير الجاري، وبيتهما تجني التحريف والتصحيف (جودها) بفتح الجيم، وهو : المطر الغزير؛ أي : لا تسل هذا الأمر المكنى به عن سعة عطائه وجوده، فإن هذا شيء لا يقدر أحد من البشر قدره، بل ( إنما) الذي يليق بك أن تسأل ما (يكفيك) وهو آن يصل إليك (من وكف) آي: قطر (سحبها) جمع سحاب (الأنداء) جمع ندى، وهو البلل ، على أن بلل هذا القطر فيه الغنى الكلي، فمن وصلت إليه بلة من قطرة منه . كانت سببا لغناه في الدنيا والاخرة: ومن أوصاف تلك الراحة الشريفة العلية أيضا أنها 196 درت الشاه حين مرت عليها فلها تزوة بها ونماء ال (درت الشاة) أي: أرسلت لبنها الغزير (حين مرت عليها ف) بسبب ذلك صار (لها) بعد فقد اللبن منها بالكلية؛ إذلم يكن طرقها فحل قط (ثروة) أي : كثرة اللبن (بها) أي: بسبب تلك الراحة الكريمة (ونماء) أي : زيادة في تلك الكثرة.

وهلذه القصة وقعت له صلى الله عليه وسلم لما خرج من غار ثور مهاجرا إلى (1) أي: {سال سائل، وهي قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر 35

Shafi 288