287

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

مع نوء، وهو: ما تضيف العرب الأمطار إليه من التجم، أو وقته، نحو: مطرنا بنوء الثريا، وهي هنا كناية عن الخيرات الواصلة منه صلى الله عليه وسلم لمن رآه وأمله، ففيه لف ونشر مرتب؛ لرجوع (الأنوار) للبشر، و(الأنواء) للندى: وفيهما الجناس اللاحق، ونوع من مراعاة النظير يسمى تشابه الأطراف، وهو: أن يختم الكلام بما يناسب ابتداءه في المعني ، نحو : لا تدركه الأبصكر وهو يدر الأبصر وهو اللطيف الخبير)، ف{ اللطيف) يناسب : لا تدركه الأبصر، و{ الخبير يناسب : { وهويدرك الأبصكر) .

ولما تمنى رحمه الله رؤية الوجه الشريف المكرم، واستتبعه بأوصافه العلية.. أخذ في تمني تقبيل راحته الكريمة، ووصفها بأوصافها العلية السنية، فقال : له ال ا بل أو بتقبيل راحة كان لله وبالله أخذها والعطاء (أو) ليته خصني (بتقبيل راحة) أي: بلثمي في اليقظة أو النوم - نظير ما مر لكفه التي (كان لله) أي : لأجله، ابتغاء لوجهه الكريم دون غرض آخر (وبالله) آي: بسبب شهود إعانته، وقد كان (أخذها والعطاء) اسم مصدر بمعناه؛ أي: وإعطاؤها؛ لبراءتها من كل غرض ينافي الكمال الأعظم، فلم يقع تصرف منها في شيء منذ أفاض الله تعالى عليها خوارق جوده.. إلا مع شهود سلب كل حول وقوة عما سواه سبحانه وتعالى، ولهذا الشهود الأعظم في تصرفها كانت از تتقي باسها الملوك وتخظى بألفنى من نوالها الفقراء (تتقي) بفتح التاءين؛ أي: تخاف وتحذر (بأسها) أي: شدتها في الحرب (الملوك) كقيصر وكسرى والمقوقس إلى آن أظفره الله بجميعهم (و) كانت (تحظى) أي: تفوز (بالغنى) الحسي والمعنوي (من) بعض (نوالها) أي: عطائها (الفقراء) لأنه صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس، فيعطي عطاء تعجز عنه

Shafi 287