============================================================
التثبت، ولا يتبين منه في هلذه الحالة استعجال ومبادرة بالمشي، وهذا هو مراد الناظم بقوله : (والمشي) الكائن منه (الهوينا) تصغير الهؤن - وهو : السكينة [من الطويل] والوقار- للتعظيم، نحو قول الشاعر: وكل أناس سوف تدخل بينهم دونهيه تضف منها ألأناما(1) وقد مدح تعالى من يمشون كذلك ، فقال عز قائلا : { وعباد ألرحمكن الذيك يمشون على الأرض هونا}، ولا ينافي ذلك رواية الترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : (ما رأيت أسرع من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الأرض تطوى له، إنا لنجهد أنفسنا وهو غير مكترث)(2)، لأن عجزهم عن لحوقه ليس لأنه كان يجهد نفسه في المشي، كما يدل عليه قوله : (غير مكترث) بل لأنه كان يبارك له في مشيه، كما يدل عليه قوله: (كأن الأرض تطوى له)، فهو صلى الله عليه وسلم مع هون مشيته لا يلحق، ومعنى رواية : (ذريع المشي)(2) أي : واسع الخطوة.
وقال ابن القيم في رواية : (كان إذا مشى. . تقلع) : (والتقلع : الارتفاع من الأرض بجملته، كحال المنحط من الصيب، وهي مشية أولي العزم والهمة، وهي أعدل المشيات وأروحها للأعضاء، فكثير من الناس يمشي قطعة واحدة، كأنه خشبة محمولة، فهي مذمومة، كالمشي بالانزعاج كالجمل الأهوج، وهذذه تدل على قلة (4 عقل صاحبها، لا سيما إن اكثر فيها الالتفات)(4).
وكان صلى الله عليه وسلم إذا مشى معه أصحابه.. قدمهم أمامه وقال: "خلوا ظهري للملائكة "(5)، وكان صلى الله عليه وسلم إذا مشى في قمر آو شمس..
(1) البيت للبيد بن رييعة العامري ، وهو في " ديوانه " (ص 145)، وقبله قوله المشهور: ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل (2) الترمذي (3648) (3) أخرجه الترمذي في " الشمائل المحمدية " (7)، والبيهقي في "الدلائل" (286/1)، والطبراني في الكبير " (155/22) ، وغيرهم (4) زاد المعاد (42/1) (5) أخرجه أحمد (397/3)، والدارمي (46).
182
Shafi 216