============================================================
البياض غير الناصع، وذكر بعضهم: أنه لا شعر بابطيه، ورد بأنه لم يثبت بوجه، وكان يسيل منهما مثل ريح المسك (1).
وكانت له مسربة، وهي: خيط الشعر الذي بين الصدر والسرة، بل في رواية: له شعرات من لبته إلى سرته، تجري كالقضيب، ليس على صدره ولا على بطنه غيره: وأما بطنه وظهره.. فجاء: أنه صلى الله عليه وسلم مفاض البطن (2)؛ أي : واسعه، وقيل: مستوي الظهر مع الصدر، وأن بطنه صلى الله عليه وسلم كالقراطيس المثني بعضها على بعض (3)، وأنه بعيد ما بين المنكبين (4)؛ أي: عريض الصدر.
وأما قلبه صلى الله عليه وسلم. فهو أول قلب أودع الأسرار الالهية، والمعارف الربانية، لأنه صلى الله عليه وسلم أول الخلق كما مر، وصورته صلى الله عليه وسلم اخر صور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهو صلى الله عليه وسلم أولهم وآخرهم في حيازة أعلى الكمالات الخلقية والخلقية ومما ينبئك بأن قلبه صلى الله عليه وسلم أودع ما لم يودعه غيره تكرر شقه، وملؤه ايمانا وحكمة، واخراج حظ الشيطان منه، كما مر ذلك مبسوطأ في مبحث رضاعه صلى الله عليه وسلم، ومحاسنه الظاهرة التي هي أعلام على الأخلاق الباطنة، فكما أن تلك لم يساوه فيها مخلوق.. فكذلك هلذه و أما جماعه صلى الله عليه وسلم.. فقد صح عن آنس : (كنا نتحدث أنه صلى الله عليه وسلم أعطي قوة ثلاثين رجلا في الجماع) (5) وروى الإسماعيلي : (قوة أربعين) زاد أبو نعيم عن مجاهد : (كلهم من رجال أهل الجنة)، والرجل في الجنة يعطى قوة مئة، كما صححه الترمذي وقال : (غريب(1))، وأربعون في مثة بأربعة آلاف، ومع ذلك كان صلى الله عليه وسلم على غاية من تقليل الغذاء؛ ليخرق الله تعالى له العادة (1) كما أخرج الدارمي (64) عن رجل من بني حريش قال : (.. فضمني إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسال علي من عرق إبطه مثل ريح المسك) (2) أخرجه البيهقي في " الدلائل" (241/1).
(3) أخرجه الطبراني في " الكبير" (413/24) 4) أخرجه البخاري (3551)، ومسلم (2337)، وغيرهما 5) أخرجه البخاري (268)، وأحمد (291/3).
(6) الترمذي (2536)
Shafi 214