186

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

وما ذكرته من أن (أبو جهل) معطوف على (هم قوم)، وأن (إذ) ظرف 1(هم).. هو ما جزم به الشارح، وهو بعيد؛ لأنه يلزم عليه أنه وقت رؤيته الفحل هم بقتله وذلك غير واقع، بل حصل له حينئذ من الهيبة والخوف والذلة ما أذهله، فالحق: أنه معطوف على (الصفواء) أي: رجعت الصفواء عن الوصول إليه صلى الله عليه وسلم، ورجع أبو جهل عن الرمي لها وقت رؤيته الفحل، فا إذ) حينئذ ظرف (فاعت) مع فاعلها وما عطف عليه وأقتضاه الثبي دين الإراشي وقذ ساء بيعه والشراء (واقتضاه) معطوف على (هم)، قال الشارح : وكأنه على نزع الخافض؛ أي: اقتضى منه، وظاهر قول القاموس: (واستقضى فلانا: طلب إليه آن يقضيه، وتقاضاه الدين: قبضه) أنه متعد بنفسه؛ أي: طلب (النبي) صلى الله عليه وسلم من أبي جهل آن يؤدي ( دين) كهلة بن عصام بن كهلة بن إراش بن الغوث بن عمرو بن الغوث (الإراشي) بكسر الهمزة؛ لكونه لما قدم مكة بإبل له ليبيعها.. اشتراها منه أبو جهل، ثم مطله بأثمانها، فوقف الإراشي على ناد من قريش فقال : هل من رجل يخلصني من آبي الحكم؟ فإني غريب وابن سبيل، وقد غلبني على حقي، فقالوا: لا يخلصك منه إلا ذاك الرجل- آي: محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا له ذلك استهزاء به - فجاء إليه صلى الله عليه وسلم فقال له : يا عبد الله؛ إن أبا الحكم قد غلبني على حقي، وقد سألت أولئك القوم فأشاروا إليك، فخلصني منه ، يرحمك الله، فقام معه ليخلصه منه، كيف (وقد ساء بيعه) ذكر البيع والكلام ليس إلا في الشراء؛ لأنه نظير له ، فهو من مراعاة النظير (والشراء) أي : وشراؤه مع هذذا الرجل وغيره: ولما ذهب إليه. أمروا واحدا منهم أن يتبعه لينظر ماذا يصنع، فضرب صلى الله عليه وسلم بابه عليه، فقال : من ذا؟ قال : "محمد، فأخروج إلي " فخرج إليه وقد انتقع لونه (1)، فقال : "أعط هلذا الرجل حقه" قال : نعم ، لا تبرح حتى يأخذه، (1) اتتقع لونه: تغير من حزن أو خوف، ومثله امتقع

Shafi 186