============================================================
والشعر والكهانة والجنون، وكان بعضهم يحثوه بالتراب ويجعل الدم على بابه، ووطىء عقبة بن آبي معيط على عنقه وهو ساجد عند باب الكعبة حتى كادت عيناه تبرزان، وخنقوه خنقا شديدا، وجذبوا رآسه ولحيته حتى سقط اكثر شعره فقام آبو بكر ومنعه منهم(1) ثم أسلم عمه حمزة رضي الله عنه سنة ست من النبوة، فعز به وكفت عنه قريش قليلا، وسألوه أن يملكوه عليهم ويبذلوا له من الأموال ما شاء ويترك ما هو فيه ، فأبى وقال : 0 أضبر لأمر ألله حتى يخكم ألله بيني ويينكم"(2) .
وفي سنة خمس أذن الله لأصحابه في الهجرة إلى الحبشة، فكان أولهم عثمان مع زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم عمر بعد حمزة رضي الله عنهما بثلاثة أيام، فعز رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا، فاجتمعت قريش على قتله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك أبا طالب، فجمع بني هاشم والمطلب فأدخلوه صلى الله عليه وسلم شعبهم ومنعوه وراينا آياته فافتدينا وإذا الحق جاء زال المراء: (ورأينا) معشر أمة الإجابة؛ أي: أبصر الصحابة وعلم من بعدهم بطريق التواتر والشهرة ، ويصح آنها بمعنى علم في الكل وهو واضح، وأبصر في الكل، وهو فيمن بعد الصحابة بالنسبة لمشاهدة حروف القرآن الدالة على آيات لا تحصى (آياته) أي: معجزاته وخلقه وخلقه من بديع صفاته (فاهتدينا) أي : وصلنا إلى المطلوب منا من كمال الإيمان والاتباع (و) إنما بادرنا إلى ذلك لأنا أصحاب عقول كاملة، وقد رأينا الحق عيانا لا مرية فيه ولا شبهة، فعلمنا أنه (إذا الحق جاء).. زهق الباطل، وبين "الأوسط "(1510)، وهو بنحوه عند البيهقي في " الدلائل"(185/2)، وفي " السنن الكبرى"(7/9) (1) أخرجه البخاري (3678)، وابن حبان (6569)، وأحمد (204/2)، والبيهقي في "الدلائل "(274/2)، وفي السنن الكبرى "(9/ 7)، وغيرهم (2) ذكره ابن هشام في " السيرة " عن ابن عباس في حديث طويل (295/1).
Shafi 116