============================================================
(و) هي للحال (في) أهل (الكفر نجدة) أي : قوة تامة وتحزب عليه (وإباء) أي : امتناع عن اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم والإيمان به أمما أشربث قلوبهم القف ر فداء الضلال فيهم عياء (أممأ) مفعول (يدعو) أي: جماعات هم أمة الدعوة (أشربت) بالبناء للمفعول (قلوبهم الكفر) آي: اختلطت به بتقدير تجسمه، وتمكن فيها حبه حتى صارت لا تقيل على غيره ولا تلتفت إليه؛ لامتزاجها به امتزاج المشروب بها، فاستعار لفظ الشرب للمخالطة وشدة الممازجة، وحينئذ (فداء الضلال) الذي استقر (فيهم) أي: مرضه، والإضافة بيانية؛ أي: فالداء الذي استقر فيهم - وهو الكفر- داء لا يرجى برؤه (عياء) - بمهملة مفتوحة فتحتية - أي: داء عضال أعيا الأطباء مداواته وحصول شفائه ولما قام صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله عز وجل.. دخل في الإسلام رجال ونساء حتى كمل السابقون الأولون، وأولهم على الإطلاق خديجة، ثم من الرجال أبو بكر، ومن الصبيان علي، وصح إسلامه مع صباه؛ لأن الأحكام إذ ذاك كانت منوطة بالتمييز، ومن الموالي زيد، ومن الأرقاء بلال، وروي: أن ورقة أسلم، فإن صح.. كان أول من أسلم من الرجال ، وبهذا تجتمع الأقوال المتباينة في أول من أسلم، ثم دخل الناس في الإسلام أرسالا، وكان صلى الله عليه وسلم مخفيا أمره إلى أن أمره الله تعالى بإظهار أمره بقوله : فأضدغ بما تؤمر قالوا : وكان ذلك بعد النبوة بثلاث سنين، ولم يبعد منه قومه ولا ردوا عليه حتى عاب ألهتهم سنة أربع من النبوة، فأجمعوا على عداوته إلا من عصمه الله بالإسلام أو صدق المحبة كأبي طالب، فإنه حدب عليه ومنعه وقام دونه، فاشتد الأمر وتضارب القوم، وتأمرت قريش على من أسلم منهم يعذبونهم، ومنع الله رسوله منهم بعمه آبي طالب ويبني هاشم غير أبي لهب، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف على الناس في منازلهم يقول: "أعبدوا ألله ولا تشركوا به شيئا " وأبو لهب وراءه يحذر منه(1)، ورموه بالسحر (1) أخرجه أحمد (492/3)، والحاكم (15/1)، والطبراني في "الكير" (61/5)، وفي
Shafi 115