Daga Wahayin Juyin Juya Hali na Husainiyya

Hashim Ma'aruf Hasani d. 1403 AH
179

Daga Wahayin Juyin Juya Hali na Husainiyya

Nau'ikan

فالتقطوه الا ما كان من سفيان الثوري فانه أعيانا فرارا وكلمة القينا الحب تكاد تكون صريحة في انه كان باتصاله بهم كالصياد الذي يلقي الحب للطيور لتقع في شباكه.

لقد هلك المنصور مع الهالكين ولم يترك احدا ممن بقي حيا من العلويين الا وهو خائف مشرد من جور ظلمه وترك غرفة من غرف قصره مملوءة ممن رؤوس العلويين لولده المهدي ليسير من بعده على خطاه مع العلويين ، وبالفعل لقد مارس المهدي سياسة ابيه فيمن استطاع ان يقبض عليه ممن بقي مع الاحياء منهم وكانوا قد تفرقوا في البلدان خائفين متسترين وظفر بعلي بن العباس بن الحسن المثنى بن الحسن السبط عليه السلام فأخذه ووضعه في سجنه واخيرا دس اليه السم فتفسخ لحمه وتفشت اعظاؤه واشتد طلبه لعيسى بن زيد بن علي بن الحسين عليه السلام وكان كما يصفه المؤرخون من افضل الطالبيين دينا وعلما وورعا وزهدا وأشدهم بصيرة في امره ومذهبه على حد تعبير الاصفهاني في مقاتله ففر من طريقه الى الكوفة واختبأ في بعض دور الشيعة واتفق مع صاحب جمل لينقل عليه الماء لقاء أجر زهيد يسد فيه رمقه وتزوج من امرأة فقيرة لا تعرف عن اصله ونسبه شيئا وأولدها بنتا بلغت سن الزواج وماتت وهي لا تعرف عن ابيها شيئا ، وظل عيسى في الكوفة بزي الأعراب متنكرا يكتم نسبه عن جميع الناس وكان اذا لم يجد عملا يعتاش منه يلتقط ما يرمي به الناس من الخبز وقشور الفواكه والخضار ليتقوت به هو وعائلته.

لقد عاش عيسى بن زيد ما بقي من حياته مشردا ينفر من الناس كما ينفر من الوحوش الضواري ولم يعلم احد من العلويين بمكانه سوى اخيه الحسين بن زيد ودل عليه ولده يحيى فذهب الى الكوفة متخفيا يفتش عنه حتى انتهى اليه واجتمع به لفترة قصيرة كانت اخر عهده به.

Shafi 188