من الوافد يتصدر أبقراط كبير الأطباء، ثم جالينوس فاضل الأطباء، ولا يوجد موروث إلا التصور الديني للخلق؛ فقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وخلق بدن الإنسان من أعضاء متوازنة وأمشاج متعادلة وقوى ظاهرة وباطنة، وخص كل واحد بما لم يخص الآخر بناء على مبدأ التفرد الشخصي. والعلاج قوة أودعها الله البدن في حال صحته، كافية شافية في دفع المرض؛ لأن الأدوية لا تعالج الأمراض، بل تساعد الطبيعة. وإذا ظهرت للطبيعة حركة إلى جهة قصد نحوها كما هو معروف في العلاج الطبيعي. ويبدأ النص بالبسملة وينتهي بالحمدلة، وكل شيء بهدى الله وتوفيقه، والصلاة والسلام على من بشر به المسيح بعد الكليم.
62
رابعا: داود الأنطاكي، والقليوبي، والمنذري
(1) داود الأنطاكي
وقد استمر هذا النوع الأدبي حتى القرن العاشر في: (أ) «تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب» لداود الأنطاكي (1008ه)، والمشهور باسم «تذكرة داود»، والذي أصبح في الثقافة الشعبية دليلا على الشفاء، وفي الثقافة العالمة مؤشرا على الجهل والخرافات والطب غير العلمي والوصفات الشعبية، مع أنه صورته في التاريخ هو الحكيم الفيلسوف الماهر الفريد، الطبيب الحاذق الوحيد جالينوس، أو أنه وأبقراط زمانه، العالم الكامل، الهمام الفاضل الشيخ داود الضرير الأنطاكي، «نفعنا الله بمؤلفاته، آمين».
1
فهو الجامع بين الموروث والوافد، وهو طبيب ضرير. الجزء الثالث من عمل تلاميذه كتعليق، وهو المملوء بالطب النبوي والطلاسم، والذي طغى على جزئي الأستاذ لما فيه من إغراء شعبي وإغواء للناس.
2
والدافع على التأليف الجمع والإحصاء والحفظ والتدوين في عصر الموسوعات في القرون المتأخرة، وفي نفس الوقت إعطاء مختصر وليس مطولا طبقا لهموم قصر العمر.
3
Shafi da ba'a sani ba