Daga Canja zuwa Kirkira (Juzu'i Na Farko Canja): (3) Bayani: Fassara - Taƙaitawa - Gumaka
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
Nau'ikan
excellence . وأصبح فكره غير مشخص، الحقيقة الموضوعية ذاتها في حضارة ترى أن الرسول هو خاتم الأنبياء، وأن الإسلام هو خاتم الرسالات، وأن الحقيقة لديها، في حين أنه عند باقي الديانات والحضارات والشعوب أجزاء منها. يبتعد الناس عن الحكيم مثل نيقولاوش وثامسطيوس أو يقتربون منه مثل الإسكندر وابن رشد. فهو الميزان والمعيار. إذا تكلم الحكيم نطق بالحق، هكذا تكلم الحكيم، قصد الحكيم هو الحكمة، وشروحه اقتراب منها. ما ذكره سار الناس على هداه، وما لم يذكره انحرف الناس عنه، ومعارضته عناد له بل وعناد للعناية الإلهية. حتى الإسكندر لم يفهم كلام أرسطو عندما تحدث الحكيم عن العناية الإلهية. وهنا يتوحد أرسطو وابن رشد، والوافد بالموروث، واليونان بالإسلام، والعقل بالوحي. وتتوحد حقائق الشعوب في حقيقة التوحيد.
50 (ب) الإسكندر، ثامسطيوس، نيقولاوش، ثاوفرسطس
وبعد أرسطو يأتي الإسكندر. ويرى ابن رشد أن الإسكندر موافق باستمرار لرأي أرسطو. ومع ذلك يسميه ابن رشد الرجل تسمية شائعة يطلقها ابن رشد على الأصدقاء مثل أرسطو والإسكندر أو على الأعداء مثل ابن سينا والغزالي، يعني الشرح هنا تحقيق المناط بلغة الأصوليين، اتفاق قول الإسكندر مع الواقع الذي يراه ابن رشد. وفي مقالة اللام نظرا لأنها شرح الإسكندر يبدأ ابن رشد بأفعال الإرادة لوصف أغراض الإسكندر، وتختفي أفعال القول التي تصف مسار فكر أرسطو. وأحيانا يكون الإسكندر راويا عن أرسطو أو عن القدماء. وفي هذه الحالة تتصدر أفعال القول اسم الإسكندر، وقد يحسن الرواية فتكون صحيحة وقد لا يحسنها فتكون كاذبة كما هو الحال في وجوه النقل عند المسلمين، وقد ينقل الإسكندر خبرا على سبيل الاحتمال ويؤوله أيضا على سبيل الاحتمال، وكأنه خبر آحاد ظني وليس خبر تواتر يقيني.
51
ويقترب شرح ابن رشد لمقالة اللام من أسلوب الشرح الأوسط الذي يبدأ من العبارة المشروحة لأرسطو أو للإسكندر ثم يعالجها ويفصلها ويطورها ويستخرج كل إمكانياتها، ويوجهها نحو القصد الكلي الذي يكتمل فيه النص المشروح في النص الشارح. مهمة ابن رشد إذن تفصيل مجمل قول الإسكندر، وتحليل ألفاظه وعباراته من أجل إعادة تركيبها على نحو أرسطي من خلال وحدة الرؤية بين أرسطو وابن رشد. شرح ابن رشد للإسكندر على جهة الاستظهار أي البيان والإيضاح من خلال رؤية أكثر دقة للعدسات الأربع المتجاورة؛ أرسطو، والإسكندر، وثامسطيوس، وابن رشد إلى العدسة الأولى التي يرى بها أرسطو الواقع نفسه. وقد تكون المطابقة تامة أو شبه تامة. وكلاهما حكم بصحة الشراح.
52
وأحيانا يكون تركيز ابن رشد على شرح الإسكندر مؤولا إياه إلى معنيين وأحيانا إلى ثلاثة أو أكثر. ويرصد كل هذه المعاني في باقي شرحه، أحيانا تتكرر، ولا يزيد بعضها على بعض شيئا ودون أن يضيف جديدا خاصة إذا ساعده اللفظ مما يدل على إحساس ابن رشد بأن الشرح ليس تكرار المشروح بل إضافة تأويل جديد أو معنى جديد. وأحيانا يشرح الإسكندر مرتين، أحدهما أوضح من الثانية، ويختار أحدهما بناء على تحليل ألفاظ الإسكندر أو بالذهاب مباشرة إلى أحد المعنيين بطريقة الوجوب العقلي وما ينبغي أن يكون عليه المعنى، ويحدد ابن رشد نوع حجج الإسكندر. وفي الغالب يجدها جدلية. حينئذ تكون مهمة ابن رشد تحويلها إلى برهانية. ويحاول ابن رشد الدخول في قلب الإسكندر، تخوفاته وظنونه. فالمعنى يتخلق في النفس. وأحيانا يكون تركيز ابن رشد على قول الإسكندر أكثر من تركيزه على قول أرسطو. وفي هذه الحالة تنصب كل أفعال القول على الإسكندر، ويكون هم ابن رشد توضيح معنى القول إيجابا بما يقصد الإسكندر أو سلبا بما لا يقصده. ولا يجزم ابن رشد بشيء. ويعبر عن فهمه بصيغة الاحتمال ودون قطع وبتواضع العلماء.
53
ولم يصل ابن رشد شروح من الإسكندر إلا شرح مقالة اللام. وقد عرضها ولخصها ثامسطيوس؛ لذلك يستفيض ابن رشد في عرضها. ولأول مرة يظهر الإسكندر شارحا متوسطا بين ابن رشد وأرسطو، وثامسطيوس متوسطا بين الإسكندر وابن رشد. وقد كان شرح ثامسطيوس على هذا المعنى دون اللفظ مما له مميزاته وعيوبه، الفكر والرأي دون الدقة والضبط. لا يبدأ ابن رشد بقال أرسطو بل يتناول الموضوع كله خاصة وأن نقطة الالتقاء والالتحام والانصهار بين الوافد والموروث متوفرة في مقالة اللام. وأحيانا يخصص ابن رشد صفحات بأكملها لتلخيص مفصل لشرح الإسكندر وهو شرح واضح وموجز. معظم الشرح من الإسكندر ثم من ثامسطيوس ولا يكاد يظهر أرسطو إلا في النهاية. ويدخل ابن رشد كطرف رابع في هذا المسلسل المتتابع من أرسطو إلى الإسكندر إلى ثامسطيوس ذهابا أو من ثامسطيوس إلى الإسكندر إلى أرسطو إيابا. ويحاول معرفة مدى التطابق بين النص وشرحيه أو عدم التطابق مما يثير الشكوك أو الإضافة والحذف وهذا هو الانحراف؛ لذلك تضخمت مقالة اللام كثيرا عن باقي المقالات في شرح ابن رشد. ربما استعمل ابن رشد الإسكندر وسيطا إما لشيوعه أو لنقده وتخليص أرسطو من بعض التدين الزائد لديه الذي عرضه في «مبادئ الكل»، وربما للتخفي وراءه للتعبير عن تصور فلسفي خالص للعالم لا يرضي أنصار التشبيه أو للتعامل مع الموضوع كله مباشرة دون تمييز بين ما لأرسطو وما للإسكندر وما لثامسطيوس.
54
Shafi da ba'a sani ba