Daga Canja zuwa Kirkira (Juzu'i Na Farko Canja): (3) Bayani: Fassara - Taƙaitawa - Gumaka
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
Nau'ikan
من البنية الثقافية إلى النظم الاجتماعية، وتخوف ابن سينا من الإعلان عن نظرية التولد الذاتي موافقة لأهل زمانه.
158
ولما كان علم الكلام باعتباره تاريخ الفرق يتضمن في داخله الفرق غير الإسلامية يظهر في تفسير ما بعد الطبيعة الكلدانيون والصابئة، وأصحاب الشرائع الكبرى والنصارى الأقدمون في مقابل قدماء اليونان. فهل عرف اليونان الكلدان؟ بطبيعة الحال، فقد كان الشرق، مصر وبابل وفارس حاضرة في الثقافة اليونانية منذ نشأتها وأحد مصادرها. كانت عادة أرسطو احترام القدماء وذكر تواريخهم والرواية عنهم، وكذلك كان ابن رشد تأصيلا للفكرة في التاريخ وكما يروي القرآن مع قصص الأنبياء. ولما لم يتقدم أرسطو أحد استشهد بأقاويل الكلدانيين الذين كانوا يظنون أن الحكمة كملت عندهم إلا أن ما بقي منها يجري مجرى الكفر، قراءة إسلامية للحضارات القديمة. فكل شعب يتصور أن التاريخ قد انتهى عنده. الكلدانيون، والمصريون، واليونان، واليهود، والمسيحيون، والمسلمون.
159
عبروا عن آرائهم وعقائدهم في رموز وألغاز ليس بها من الحق شيء. المقصود بها اقتناع الناس لإصلاح أخلاقهم كما هي الغاية من النواميس. فاللغز أو الرمز عند ابن رشد باطل نظريا وإن كان الهدف منه إصلاح الأخلاق عمليا شأنه شأن الشرائع والقوانين. أشرف المطالب في الله عندهم أن يعمل الإنسان ما يعقل ويتشوق إليه بطبعه؛ لذلك سمي الرأي الأبوي أو رأي الآباء وفيه شك كبير. فماذا يعقل الله سبحانه مستعيدا ابن رشد التصور الإسلامي بألفاظه كوعاء للحكم على التصور الكلداني؟ أما الصابئة فقد زلت مع علمائها بعبادة الكواكب؛ لذلك رد القرآن عليهم
وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين . أما أصحاب الشرائع فهم في الغالب الملل الثلاث؛ اليهودية والمسيحية والإسلام بالرغم من ذكرهم في سياق القدماء الأوائل من الطبيعيين واتفاقهم على المبدأ الأول لجميع المتكونات كأحد العناصر الأربعة على خلاف ما قاله أصحاب الشرائع مع أن الإسلام يقر بالطين لخلق آدم وبالماء الذي منه خلق كل شيء حي، ويذكر ابن رشد النصارى بمناسبة دلالات الأسماء على المسميات، الصورة والهيولى، والتعرض للذات والصفات وعلاقتيهما بعلم الكلام عند الأشاعرة، ورفض علاقتي المساواة والزيادة، والقول بالوحدة والكثرة، وإظهار الجهة واللفظ، ثم رفض التثليث لاستحالة تعدد الجوهر الواحد في ثلاثة واجتماع الثلاثة في واحد. أقصى ما يمكن الدفاع عنه هو أنه تغاير في الذهن لا في الوجود؟ يأخذه الذهن على أنه جهة أشبه بالأشياء المركبة من جهة المتحدة وليست معاني متغايرة لواحد، والموضوع الثاني وحدة الفاعل عند المتكلمين المسلمين والنصارى مثل يحيى النحوي وإنكار العلل المباشرة كما رفض ابن رشد جعل الأشاعرة الأوصاف زائدة على الذات وإلا لزمهم أن يكون الواحد زائدا على الذات والأوصاف، ولزمهم التركيب وكل مركب محدث، ولو كانت تتركب بذاتها لكانت أشياء تخرج من القوة إلى الفعل بذاتها وتتحرك بذاتها من غير محرك. الله حي وله حياة معنى واحد بالموضوع، اثنان بالجهة لا أنهما يدلان على معنى واحد مثل الأسماء المترادفة كالبعير والجمل ولا على معنيين كما هو الحال في الأسماء المشتقة مثل الحياة التي لا في موضوع، والحي الذي في موضوع، الأشياء التي هي صورة في غير هيولى كالموصوف والوصف، معنى واحد بالوجود، واثنان بالاعتبار أي وصف وموصوف. كل ذلك بمناسبة دلالة الأسماء والأشياء التي هي في صورة في هيولى ثم الانتقال منها إلى مشكلة الذات والصفات، ورفض المساواة والزيادة كعلاقتين، والقول معا بالوحدة والكثرة على سبيل الجهة واللفظ. ومع ذلك فهي أقرب إلى النفي، وقد أخطأ ابن سينا في اتباعه نمط الأشعرية في اعتبار الواحد والموجود صفات زائدة على الذات بالرغم من تفرقتهم بين الصفات المعنوية والصفات النفسية، والنفس ليست زائدة على الذات، وكأن ابن رشد يقترح من طرف خفي التحول من الأشعرية إلى الاعتزال من داخل الأشعرية ذاتها بالتفرقة بين الصفات المعنوية والصفات الذاتية.
160
وأحيانا يتم الانتقال من الفرقة إلى نمط الفكر، ومن الكلام إلى الفلسفة، ومن العقيدة إلى النسق. فالكلام باعتباره نطقا يعني إثبات العلة الأولى دون العلل الثانية. الموجودات كلها لها فاعل واحد هو الله. واستعمال لفظ «الله» وليس العلة الأولى أو المحرك الأول يدل على أن المقصود هم الأشاعرة الذين ينكرون التعليل وطبائع الأشياء وذواتها وكثرتها وتعددها حتى صار الوجود شيئا واحدا؛ وبالتالي ارتفاع الأسماء والحدود. وهو رأي غريب عن طبائع الإنسان والفطرة البشرية. وسبب الخطأ هو سد باب النظر بالرغم من ادعاء النظر ، وإنكار أوائل العقول أي إرجاع الموضوع إلى المنهج، إلى قضية العقل والنقل. والخطورة في النتيجة، التوهم بأن الشريعة لا يصح اعتقادها إلا بهذا الوضع، وهذا جهل بالشريعة ومكابرة لإعلانهم إلا من تغلبت عليه قوة الانقياد والطاعة لها بالعادة والألفة وإغراق الناس في الوحدة لأنها لا تعرف الكثرة، ورد كل شيء إلى الله مما يؤدي إلى إبطال عقول الناس وإفساد قرائحهم.
161
ويضع ابن رشد المتكلمين في تصور مذهبي تاريخي عام لعلاقة الأسباب بالمسببات لا فرق بين فرق إسلامية وفرق غير إسلامية. بين مسلمين ونصارى ويونان على النحو الآتي:
Shafi da ba'a sani ba