Daga Aqida Zuwa Juyin Juya Hali

Hasan Hanafi d. 1443 AH
149

Daga Aqida Zuwa Juyin Juya Hali

من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية

Nau'ikan

30

وهنا تمحى التفرقة بين صورة المنطق ومادته. فلا فرق بين القياس الذي يعطينا صورة الفكر وبين الحسيات والمتواترات التي تعطينا مادة الفكر. ولا فرق في مادة الفكر بين المقدمات القطعية والمقدمات الظنية. الكل معارف «كلامية»، فرق بين صورة الفكر ومادته، ولا بين مادة ومادة. وهو ما يميز المنطق الكلامي عن المنطق الصوري.

ثامنا: مناهج الأدلة

وتبلغ نظرية العلم ذروتها في الأدلة؛ إذ إن نظرية العلم في نهاية الأمر هي نظرية في الدلالة. فالدليل يؤدي إلى المدلول، والمدلول إلى الدال، والدال إلى المستدل، وكلها عمليات شعورية تتم بأفعال الشعور.

1

الدليل هو ما أمكن أن يتوصل بصحيح النظر فيه إلى معرفة ما لا يصح باضطرار.

2

فالعلم الحاصل هو المطلوب أو المدلول، وازدواج الأصلين الملتزمين لهذا العلم هو الدليل، والعلم بوجه اللزوم هو العلم بوجه دلالة الدليل. وقد يكون الدليل علة أو معلولا أو الاستدلال بأحدهما على وجود الآخر؛ لذلك تحول موضوع العلة والمعلول إلى مبحث مستقل في «نظرية الوجود». ويكون النظر في الدليل إجماليا أو تفصيليا، والواجب على المكلف معرفة العقائد بالدليل الإجمالي. وأما التفصيل ففرض كفاية. وقد يكون الدليل هو المرشد إلى معرفة الغائب عن الحواس، وهو ما يعرف باسم الأمارة أو الإيماءة أو الإشارة أو العلامة أو القرينة أو الحال. ويسمى دليلا مجازا؛ نظرا لتشابهه في الوظيفة مع الدليل. وقياس الغائب على الشاهد يقوم على أدلة من هذا النوع. والفرق بين الدليل والأمارة هو أن الدليل يلزم من العلم به العلم بوجود المدلول، أما الأمارة فهي التي يلزم من العلم بها ظن وجود المدلول.

3

وقد يكون الدليل عقليا خالصا؛ أي الفكر والتأمل، وقد يكون لغويا نصيا، فتكون العبارة أو النطق هي الدليل لأنها تعبر عن النظر والتأمل،

Shafi da ba'a sani ba