330

Micyar

المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب

Nau'ikan

تمنى أناس أن أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد نسأله سبحانه أن يتم نعمة الإسلام علينا والإيمان, وأن لا يرفع ستره الجميل عنا ولا يؤاخذنا بما فعلته السفهاء منا, وأن يرزقنا حسن الخاتمة, ويثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة بمنه وطوله.

فإن قلت: لعله يعتي بالمجيب في كلامه غيرك ممن أجاب عن المسألة كالفقيه أبي عبد الله السنوسي المذكور, أو غيره ممن لا علم لك به ولا شعور, فيكون مقاله حقا وإخباره صدقا.

[255/1] قلت: جلبه لكلامي بعد وتوجهه بالاعتراض عليه يأبى من ذلك ويعفر في وجه من سلك في الاعتذار عنه هذه المسالك.

قال: فلنذكر أولا لفظ السؤال ثم جواب ذلك الفقيه رحمه الله تعالى عليه ثم نذكر دليلنا عليه إن شاء الله تعالى.

أقول إنه اورد هنا السؤال المذكور وجوابي عليه, ولكنه اختصرهما اختصارا سلك فيه بزعمه طريق التقوى والانصاف, واعتمد فيه وجازه اللفظ وعدم التكلف والاعتساف. ولا حاجة لنا نحن بايراد ذلك حرفا حرفا لما يؤدي إليه من الإطالة, الموجبة لحصول السآمة والملالة, ولأن القصد الأهم والغرض الأكيد إنما هو التنبيه على ما اشتمل عليه ذلك الرد من الإلباس والتمويه, ولكن لابد من ذكر ما تمس له الحاجة من ذلك وتدعو إليه الضرورة فنقول: إن الذي وقع عنه السؤال إيقاع الجمعة بجامع القرويين, هل يمكن على وجه. يكون مشهورا في المذهب أو راجحا أم لا؟ وذكر السائل في سؤاله أن فاس كانت ذات جانبين, بكل جانب منها مدينة مستقلة بسورها وامعها الأعطم, وبين المدينتين نهر حاجز, والفتن كانت تقع بينهما غالبا. ثم إن بعضض ماستولى على المدينتين صيرهما مدينة واحدة ونصب على النهر الحاجز قناطر تأليفا لقلوب أهل المدينتين ورفقا بهم.

Shafi 330