ب) الشاهد الثاني: تحمل مسؤولية دعوة الرعية:
عن عبدالله بن عمر ﵄ أن رسول الله ﷺ قال: (ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته «^١). من هنا تكون مسؤولية الشخص عن الأقربين له مسؤولية ذات أولوية؛ فهذا سعد بن معاذ ﵁ عندما أسلم كان أول عمل قام به أن ذهب إلى قومه وهو سيدهم المطاع فيهم، فقال لهم: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا رأيًا وأيمننا نقيبة، قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله، فما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلمًا ومسلمة. فنجد سعد بن معاذ ﵁ قد استشعر المسؤولية على قومه الذين يتزعمهم وهو لهم إمام في الشرك، فكيف لا يكون إمامهم في الإسلام وهو سوف يُسأل عنهم يوم القيامة، فعن أنس ﵁ عن النبي ﷺ قال: (إن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه «^٢).